اسامه الراميني يكتب : خالد الكركي رسالة ملكية فهل نقرأها جيدا

 أخبار البلد - خالد الكركي من الشخصيات الوطنية الأكاديمية الأردنية التي تعبت على اسمها وحفرت بجدً وتعب وذهب على مستقبلها فوصلت إلى ما وصلت إليه ... وعندما يتم ذكر خالد الكركي فان البعض يربطه بدكتور الأدب والشعر وفي حقل الثقافة والتعليم فيما البعض الأخر يصنفه مع السياسيين وما بين الاكاديميه والسياسية مساحة لا تكاد تكون واضحة المعالم خصوصا عند شخصية بمستوى خالد الكركي الذي بات معروفا في العالم العربي باعتباره شاعر وناقد ومثقف أكثر مما هو معروف سياسيا في المشهد الوطني لكن الكركي الذي يحاول دوما مزج اللونين في نفس الوقت غالبا ما يتعب او يرهق على هذه الوصفة التي يجيد أحيانا فن طبخها وأحيانا أخرى لا يمكن لمهارته وفطنته وقدرته على التركيب في النجاح بالمهمتين معا .

 

خالد الكركي جرى تعيينه مؤخرا رئيسا للديوان الملكي بعد أن كان نائبا لرئيس الوزراء في عهد سمير الرفاعي وقبلها كان على هرم أم الجامعات الجامعة الاردنيه حينما كان رئيسا لهذا الصرح الذي يعتبره الكركي نفسه بأنه عقل الدولة ... خالد الكركي اشتهر وتميز في خدمته الجامعية بوصاياه العشر وخطبه الوطنية الإصلاحية ومنهجه الثوري في تحريك الساكن الطلابي فعمل على تحويل الجامعة الاردنيه من معتقل إلى هايد بارك فحرض القمقم الساكن في عقول الطلبة وناشدهم بالتغيير والإصلاح فنجح في تحويل الجامعة التي كانت تدار على طريقة البوليس لا على طريقة الأكاديمي المنفتح والوطني المثقف والسياسي الملتزم لكن الكركي الذي نجح في الأردنية عاد وانتكس وهو في حكومة سمير الرفاعي فتخلى أو أن الظروف جعلته يتخلى عما يؤمن به فلمم يستطع موائمة الحدث الوطني أو النقابي فكان جزء من المشكلة وليس الحل مع المعلمين الذين تفاءلوا بالخير مع الكركي لكنهم لم يجدوه فكانوا يقرأون الوصايا ويعضون أصابعهم ندما .

 

هل خالد الكركي محسوب على التيار المحافظ أم انه ليبرالي إصلاحي أو انه أكاديمي يتنفس السياسة ويؤمن يقيم التغيير المحافظ ؟! وهل اختيار الكركي لرئاسة الديوان الملكي في هذا الوقت بالذات جاء لأفكاره أم لمبادئه أم أن التوجيهات التي ستقرأ عليه تتناسب مع قدرة هذا الرجل في التواصل والخطابة والإقناع أن المرحلة تحتاج إلى رجالات دولة قادرة على فتح أبواب الديوان الملكي على فئات الشعب ومكوناته وفئته وشرائحه خصوصا وان البعض من العشائر قد انتقدوا تلميحا وتصريحا سياسة مستشاريه العشائر ورئاسة الديوان السابق وحتى إعلامه الذي لم يكن على مستوى طوح القائد والشعب معا

وهنا يتبادر لنا سؤال كبير هل منصب رئاسة الديوان الملكي يمثل وظيفة أم دور .. منصب أم حاله ورئيس الديوان هل يحتاج إلى مواصفات معينه أم أن المرحلة هي التي تتطلب اختيار  شخص يمثل ملامحها وصورتها وشكلها الذي يريده القائد ... فهل خالد الكركي محسوب على الحرس القديم وعلى مرحلة سابقه خصوصا وان الكركي الذي اشتهر بأنه صاحب الخطاب الشهير بلاد الطمى والملح في عهد الراحل الحسين بن طلال أم أن الكركي محسوب على المشهد الأكاديمي والمؤسسة البيروقراطية ام انه محسوب على الإصلاحيين الجدد أم المحافظين التقدميين

خالد الكركي حالة وطنية بامتياز ورقم صعب في المشهد الوطني يملك عصاميته وتاريخه ولسانه وقلمه ومجلدات ابو الطيب المتنبي يحمل فكر الدولة بأعمدتها الثلاث الجيش والمدرسة والقائد ويحمل الهم باعتباره رسالة ولسانه يلهج إصلاحا ووطنا فيما فكره يمثل خارطة هذا الوطن فهو يتقدم النخبة ويتصدر المشهد ويتفوق على الآخرين بما ذكرناه سابقا لكن السؤال الأخير ماذا يحمل خالد الكركي في فترة الإصلاح وماذا ينوي الكركي أن يوصله لنا في الفترة القادمة