غبي .. وغد .. أحمق

 

من البداية لا تظنوا أنني خارج من"طوشة"او أنني ـ لا سمح الله ـ أشتم أحدا. فأنا كائن"مهيض الاجنحة" ، بل هي مفردات سمعتها وأنا "ألبد"الى جوار طفلي الذي كان منهمكا بمتابعة برامج"الكرتون"في إحدى الفضائيات العربية.

 

ولان الحوار كان باللغة الفصيحة ، فقد توقفت عندها ربما لكي"أتعلم وأستزيد" فالعلم بحر ولم أنل منه سوى القليل.

 

كان الصغير مشدودا تماما لكلام الشخصيات الكرتونية ، ولو أنك"أخذت"قميصه لما انتبه. كان يقهقه على طريقة رواد المقاهي الشعبية ولم يحسّ بوجودي.

 

انتظرتُ كي أعرف أكثر..

 

مشاهد متحركة بالألوان وحوارات سريعة وخفيفة تجعل الطفل ينسى مدرسته وواجباته وربما أُمه وأبيه.

 

" سبانش بوب" ، "بسيط"، "مستر سلطع" و"شفيق" و"سريع" و"لؤلؤة" هم أفراد"عائلة"إبني الذي حين سألته عنهم خشي أتعرض لهم بسوء. فكان يتردد في ذكر المعلومات عن أصدقائه الكرتونيين وبالطبع عن أسمائهم.

 

لهذه الدرجة استطاعت برامج الكرتون سلب عقول أبنائنا ، بحيث لا يقدرون على الاستغناء عنها ولو استطاعوا لاصطحبوهم معهم في حقائبهم المدرسية.

 

زمان ، عندما كنا أطفالا في عمر أبنائنا كنا لا نعرف سوى"توم وجيري" و"ميكي ماوس". وكان كل طموحنا أن نعرف نهاية المطاردة بين"القط توم" و صديقته"الفارة جيري". وكانت دور السينما تقدم لنا قبل بدء عروضها باقة من مغامرات"القطط والفئران" تلك العلاقة الجدلية القائمة على رياضة"المارثون"والحيل والخداع والمكائد والدسائس وشطارة"جيري" بالافلات من القط الشرس" توم"الذي لا يكلّ ولا يمل من تدبير المؤامرات ضد صديقته الفارة"جيري" ، وأحيانا الفأر عندما يكون الهدف إثارة مشاعر"توم"نحو حبيبته"الفارة".

 

لكن الآن . تغيرت الأحوال وصرنا نسمع بشخصيات عديدة"إشي ياباني وإشي صيني وإشي فرنسي وإشي ألماني" ، وكثرت المحطات وتخصصت بالأطفال و"لحّق إذا بتلحّق".

 

ولهذا صرنا نسمع الفاظا غريبة من أطفالنا حتى دون أن يفهموا معناها. ولا تتفاجأ إن سمعت إبنك يقول لك : يا وغد ، أو يا أحمق ، أو يا غبي،،

 

فين أيام رفاعة الطهطاوي وقاسم أمين وعلي مبارك وزكي جمعة ، مين زكي جمعة؟