اي وطن بديل تتحدثون عنه
أي وطن بديل هذا الذي يتحدث عنه المهووسوون بالانتماء الكاذب من يردّدون حكاية «الوطن البديل» من أجل الاحتقان الإقليمي، بمناسبة او بدون مناسبة وهم يعلمون جيّداً أن الاردن ماكان يوما ولن يكون الوطن البديل»
فبالامس جدد النائب أريه الداد فكرة الوطن البديل ، وأضاف "الأردن هي فلسطين فقامت الدنيا ولم تقعد في المخيمات قبل البوادي وفي الاغوار قبل الجبل واستدعت الخارجية الأردنية عقب هذه التصريحات سفير تل أبيب في عمان داني نافو إلى جلسة استماع، فأوضح أن تصريحات الداد تعبر عن رأيه الشخصي، ولا تمثل موقف إسرائيل. هذا هو لسان نتنياهو الاعوج المتلون وهذه هي سياسة الثعلب المراوغ الذي زرع في خاصرة الاردنيين من شتى الاصول والمنابت مخاوف الترانسفير و قام عمليا باحياء جدل الوطن البديل وجعله في المشهد الداخلي الاردني
لقد تبنى الاردن منذ البداية القضية الفلسطينية شعبا وارضا على المستوى الداخلي والخارجي والتزم قولا وفعلا وجند طاقاته كافة في سبيل استعادة الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني وفي طليعتها حقه في تقرير المصير واقامة دولته الحرة الابية وعاصمتها القدس الشر على ترابه الوطني حيث قال جلاله الملك عبد الله الثاني بم الحسين لا يوجد في قاموسنا شيء إسمه الوطن البديل
،وهذه الصفحة ليست موجودة أصلا حتى تطوى ،والأردن أقوى من أن يفرض عليه شيء( . رغم هذه اللغة الحاسمة والواضحة مازال لدينا من هو على استعداد كامل لتلقف اي تصريح من اي سياسي اسرائيلي حول الوطن البديل باعتباره قدرا لا مفر منه او التعامل معه من زاوية الشك الدائم في قدرة الاردن الوطن والشعب في افشال هكذا اطروحات ، واخر يقف بين معسكر " الارحام الحنونة " لاطروحة الوطن البديل وهو الاخطر على الاطلاق ، ذلك الذين يرى في ان الوطن البديل انه قائم من الناحية الفعلية وان المرحلة القادمة ستشهد ترسيم ذلك ليس اكثر ، والخطورة في هذا الطرح كما قال البعض تتمثل في عناوين : اولاها التشكيك في التكوين التاريخي والبنيوي للدولة الاردنية من الناحية السياسية " عقيدة الدولة هي الثورة العربية الكبرى " ، وتاثير ذلك على المكون الاخر فيها و المتمثل في البعد الديموغرافي للدولة الاردنية والنسيج المتشابك من " كافة الاصول والمنابت ". و التشكيك في سلوك الدولة تجاه حقوق مواطنيها والمحافظة عليها والرغبة في القفز عن مرحلة الوحدة بين الضفتين 1950 وما تمخض عنها من نتائج سياسية وحقوقية مكتسبة في موضوع المواطنة الاردنية والتى يستحيل التعاطي معها بطريقة انتقائية او بعقلية مغمسة باطروحات ايدولوجية ذات طابع اقليمي او انعزالي .
واخيرا التشكيك في السياسات العامة للدولة وتوجهاتها الاستراتيجية سواء السياسية منها او الاقتصادية وتحديدا الدعم المستمر لعملية السلام برمتها وعلى المسار الفلسطيني بشكل خاص ، او التوجهات الاقتصادية وبخاصة سياسات الخصخصة وتوجهات اقتصاد السوق واعتبار هذه السياسات في نهاية المطاف خادمة للوطن البديل في استنتاج غير قائم على اية معايير علمية او واقعية ويقرأ مصالح الدولة الاردنية بصورة منفصلة تماما عن ارثها التاريخي او دورها الجيوسياسي الحيوي وتفاعله مع نسيجها الوطني . الوطن البديل قصة تحولت الى قضية راي عام بجدارة وامتياز ، وتبارت الاراء والافكار لدى الشخصيات العامة والنخب في توصيفه والتفكير في طريقة التصدى له او التقليل من اهميته وهو ما دفع جلالة الملك الى الادلاء برايه في هذا الموضوع الذي اصبح فجاة وبدون مقدمات من كونه عنوانا لقضية قادرة على تعزيز الوحدة الوطنية وتجذيرها الى عامل للتفريق والتشظي داخل المجتمع الاردني وقواه الحية ، للتقليل من اهمية هذا الموضوع بل نفيه ان هذا التعاطي مع موضوع الوطن البديل بدا حربه على طروحات اليمين الاسرائيلي من الزاوية التى يخدم فيها هذا اليمين وتروق له وتلبي له غاياته بوعي او بدون وعي ، اي من زاوية " فكفكة الدولة الاردنية " ثم اعادة تركيبها وفق رؤية اقليمية وانعزالية تكون الديمغرافيا الوطنية هي الضحية الاكبر التى ستخضع وفق نظرية " التفكيك واعادة التركيب " الى عملية تشريح مبضعها اما المناطقية او الجهوية ومحصلتها اضعاف الدولة وفك ارتباطها بنسيجها الوطني التاريخي الذي كان ومازال هو الحصن الحصين في مواجهة كل التحديات التى واجهتها الدولة الاردنية "الحاضنة للوطن الاردني " منذ عشرينيات القرن الماضي .
حيث يعيش اليمين الاسرائيلي اخر فصول حضوره السياسي بعد ان بدات الهوة تكبر بينه وبين "الصهيونية الاميركية " التى اخذت ترى ان مصالح اميركا العليا يجب ان تبتعد عن السياسات المتطرفة لليمين الاسرائيلي الذي اخذ يشكل حالة تناقض بين مصالح اميركا و مصالح اسرائيل في المنطقة ويتسبب بضرر بالغ لعلاقات واشنطن مع العالمين العربي والاسلامي وادارة اوباما وخلافها مع حكومة نتنياهو المثال الصارخ على هذا الوضع ، لذلك فان المستقبل القريب سيشهد المزيد من الفشل والتراجع لليمين الاسرائيلي والسياسات المتطرفة في عموم المنطقة ، كما سيعاود محور الاعتدال العربي احكام سيطرته مرة اخرى على مجريات التطورات السياسية في المنطقة بصورة تضمن مصالحه ومصالح شعوبه في ظل تراجع وضعف القوى المتطرفة او الراديكالية في كل البؤر المتوترة .
نعم هناك بعض النخب الأردنية التي تخاف على مستقبلها الشخصي ومكاسبها، دائبون على «نفخ الكير» واتّخاذ الوطن البديل فزّاعة للتنفيس عن ضيقهم وللحفاظ على حصّتهم من الكعكة ان كان هناك بالاصل كعكة . ولا بد من التوضيح أن الأردن ليس بحماية أميركا أو بريطانيا، أو حتى حسن النيّات الإسرائيلية، بل تحميه الجباه المشرقة والزنود السمر يحميه قيادة شرعية و أهله المتساوون في الحقوق والواجبات من اقتسم ومازال الماء والهواء والزاد وتصاهرا وانجبا وتكاثرا الذين يرفضون فكرة أن يكون أحدهما بديلاً للآخر حتى بتنا باحوج مانكون الى ً فتح صفحة حوار صادق لصياغة عقد اجتماعي جديد يقوم على المواطنية الحقّة > لان الوطن البديل»، هو الحرف الأول الذي كتب في المشروع التوراتي الذي نصّ
على أن الأرض الفلسطينية لإسرائيل والشعب الفلسطيني للأردن، لكن ما يُراد سرقته لم يأت على «قد متناول يد الحرامي»، فا بن غوريون كما يقول الاسرائيليون قد أخطأ في عدم إنجاز عملية طرد كبيرة وتنظيف «أرض إسرائيل» حتى نهر الأردن من الفلسطينيين، لأن فلسطين تستوعب شعباً واحداً، وأنه في حال تكريسها لشعبين، فإن احدهما سيبيد الآخر يوماً.وان التطهير العرقي الخيار البديل لإبادة الشعب اليهودي، وقد كرّر الرجل هذه الفكرة مراراً، وأكد أنه «ليس بإمكانك تطبخ من دون أن توسّخ يديك».
وايده بذلك هنري كيسنجر وزير خارجية أميركا الأسبق، الذي قال في مقال كتبه في صحيفة «يديعوت أحرونوت» في ٢١/١٢/٢٠٠٣، «إن الليكود يمرّ الآن بمرحلة وعي بالقنبلة الديموغرافية الموقوتة التي قد تلد مطلباً عربياً بدولة ثنائية القوميّة تتحوّل الى عربية». وبحسب الاستطلاعات الأخيرة، فإن ٦٠٪ من الإسرائيليين يؤيّدون تشجيع فلسطينيي الساحل المحتلّ في العام ١٩٤٨ على الرحيل، وأن ٣١٪ من هؤلاء يؤيّدون استخدام القوّة في ذلك، وأن ٦٠٪ من الإسرائيليين يرون أن على إسرائيل تأييد هجرة العرب والسعي الى تنفيذ ذلك وفاق خطّة مدروسة، بمعنى أن غالبية الإسرائيليين، وليس ليبرمان وحده، مع الترانسفير. وهناك مؤشّرات واضحة لا لبس فيها الى هذا الصعيد، وهي الحديث عن التبادلية (فلسطينيون من المثلّث والجليل) الى السلطة من دون أرض. وتشريع ذلك بقرارات من الكنيست تقضي بسجن من لا يعترف بيهودية إسرائيل عاماً واحداً، ومناقشة الكنيست مشروع دولتين لشعبين، أي أن فلسطين من البحر الى النهر لليهود، وشرق الأردن (المملكة الأردنية الهاشمية) للفلسطينيين... أي أننا هذه الأيام نشهد انبعاثاً لهذا الشعار المقيت في سياق الترانسفير القسري الذي دعا إليه وزير السياحة الإسرائيلي الأسبق رحبعام زئيفي، الذي قضى على يد شعب فلسطين عام ٢٠٠٢، كبديل عن الترانسفير الطوعي وهو المقبول من المجتمع الدولي. وأشهر خطّة للترانسفير هي التي وضعها البروفسور أرنون سوفير صاحب كتاب «ديموغرافيا ٢٠٠٠ـ٢٠٢٠»، وهي تنطلق من إمكانية قيام دولة فلسطين في الأردن، وأنه دعا الى ترانسفير لا يشمل فلسطينيي الساحل فقط، بل فلسطينيي الضفّة الى الأردن. وهذا ما أراده شارون في العام ١٩٨٢ يوم غزا لبنان، وكانت خطّته تقوم على «الكمّاشة»، أي قوّة عسكرية متوجّهة الى لبنان لتجميع الفلسطينيين في شاحنات وإرسالهم الى الأردن، وقوّة عسكرية أخرى الى الأردن لاحتلاله وتأسيس الأجواء المناسبة للترانسفير. لكن ما منعه من تحقيق ذلك، هو رفض الرئيس الأميركي آنذاك ريغان الذي قال: «لست موافقاً على الجزء الخاص بالأردن، لأن الأردن بلد صديق، أما لبنان فلا أمانع من تنفيذ العملية العسكرية فيه».
لم يغب الخيار الأردني كوطن بديل للشعب الفلسطيني عن أذهان قادة إسرائيل الذين كانوا يطرحونه عندما كانت طروحات التسوية تصل الى عقدة الاطار القانوني والجغرافي للشعب، حيث يتهرّبون من التوصّل الى حلّ عادل بقولهم إن الأردن هو وطن الشعب الفلسطيني، يؤيّدهم بذلك المسيحيون المتأسرلون في أميركا، وفي مقدّمهم الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، ومرشّح الجمهوريين للرئاسة جون ماكين، وذلك كي لا تقام دولة فلسطينيّة مستقلّة ذات سيادة وقابلة للعيش ومتّصلة بالضفّة وغزّة، ويزعمون أنه لا مكان لدولة ثالثة بين الأردن وإسرائيل. تضم جوقة اليمين الإسرائيلي الداعية الى الوطن البديل، إضافة الى شارون (المريض) وجماعته الحاخام مائير كاهانا الذي أعلن «أن على الفلسطينيين أن يكونوا خارج (أرض إسرائيل)، أي الانتقال الى الضفة الشرقية وفاق مخطّط سايكس ـ بيكو». الى البحث عن وطن بديل في الأردن ا لأردن هذه الأيام منشغل بقصّةالاقتراح الذي قدّمه عضو الكنيست اليميني من حزب الاتحاد القومي إرييه الداد وتبنّاه عشرات النواب.استدعى الايعاز لوزير الخارجية ناصر جودة باستدعاء السفير الإسرائيلي لإبلاغه احتجاجاً شديد اللهجة على تلك الخطوة، مع أن هناك معاهدة «وادي عربة»، بمعنى أن هذه المعاهدة كما روّج لها وضعت حدّاً لحالة العداء الرسمي بين الأردن وإسرائيل، لكن الطمع الإسرائيلي لا حدود له. ما الذي يتوجّب على الأردن فعله هذه الأيام لمواجهة الصلف الإسرائيلي، الذي لم يعد أحد، حتى الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما، يستطيع وضع حد له؟ المطلوب علاج على الطريقة البدويّة (آخر العلاج الكيّ)، أي أن يتمّ اتخاذ خطوات حاسمة على أرض الواقع والمطلوب لجم الأفواه التي تهوى التحرّك في الظلام ومواصلة التحريض وكل عربي حر شريف يرى أن الفلسطينيي لا ولن يتنازل عن حبة رمل او ذرة تراب من ارض فلسطين ولن يقبل بالدنيا بديلا عن ارض روتها دماء الاجداد واحتضنت رفاه الشهداء من اجل وطن عربي حر مستقل عاصمته قدس الاقداس القدس الشريف ، كما يحلو لبعض ضعاف النفوس من المستفيدين لترديد اسطوانه الوطن البديل كلما ضاقت بهم او اختل توازنهم اقول الاردن محصن بقيادته والشعب الملتف حولها وايمانه بشرعيتها والاردمن ماكان يوما للبيع او للمبادله وكل جزء من الوطن العربي هو جزء حر مسستقل يابى اهله الخنوع او الركوع او الاستسلام فقل للمتشدقين كفى
pressziad@yahoo.com