“حماس” تعتذر للجواسيس الإماراتيين!
"الإماراتيون جواسيس ويتجسسون لصالح إسرائيل ومن قام بتسهيل مهمة دخولهم إلى غزة لرصد أماكن الصواريخ وإبلاغ الإسرائيليين بها شخص واحد هو عبدالفتاح السيسي".. نعم الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس مصر، الذي أفشل مشروع الشرق الأوسط الكبير ودمر جماعة الإخوان على الأقل لمدة خمسين عاما من الآن.. يا الله ما كل هذا الهطل السياسي.
هل وصل الأمر بقادة حماس أن يصدر عنهم هذا الهراء.. هل من المعقول أن يصل بهم الانبطاح السياسي لأردوجان والقطريين لدرجة أن تخرج منهم تلك التصريحات عن القافلة الإماراتية التي ذهبت إلى غزة بالمستشفى الميداني لمعالجة جرحى القصف الإسرائيلي الغاشم المنافي للإنسانية.
أي سياسة تلك التي يتبعونها. ألا يكفي مئات الضحايا وآلاف الجرحى سقطوا دون ذنب إلا لأن «حماس» تريد الحفاظ على مكاسبها السياسية والمادية في غزة وعندما استشعرت أنها ستفقد كل شيء من خلال حكومة ائتلافية ومصالحة سعت حثيثا إلى الحرب بعدم خروج قادتها لنفي اختطاف الثلاثة صبية الإسرائيليين رغم الاتهامات الإسرائيلية المباشرة لهم، وأيضا لتعويض ما خسرته برحيل مرسي وعزله شعبيا من وجدان الشعب المصري .وأنا هنا ضد إسرائيل تلك الدولة الحقيرة قاتلة الأطفال التي أصبح من المقرر في سياساتها أن تكون هناك حرب على قطاع غزة كل عامين.
ولكن ضد أن تفكر حماس بنفس المنطق الإسرائيلي لكي تغير الواقع وتفرض شروطا يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني بكل طوائفه.
وسائل الإعلام نشرت الأيام الماضية رسالة مرسلة من إسماعيل هنية، رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إلى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، يشيد فيها بالجهود التي قدمتها الإمارات رغم أن الدول التي تساعد غزة سواء كانت الإمارات والسعودية أو مصر أوغيرها لا تحتاج إلى شكر لأنها تقوم بواجب يمليه عليها ضميرها الإنساني.
لا أفهم رسالة الشكر التي أرسلها هنية للشيخ عبدالله هل هي رسالة شكر أم رسال اعتذار؟ وإذا كانت رسالة شكر لماذا لم يرسل إلى باقي الدول العربية التي ساعدت – رغم أنها هي لا تحتاج إلى شكر كما قلت من قبل – الفلسطينيين في غزة.
وإذا كانت رسالة اعتذار فهل يعتذرون لجواسيس أم كان بالأحرى ألا يصدر منهم مثل هذا الكلام.. ألم يتهموا الإماراتيين بأنهم جواسيس دخلوا غزة ضمن قافلة المساعدات لنقل معلومات مهمة للإسرائييلين عن موقع الصواريخ الفشنك التي تطلقها حماس.
المتأمل لرسالة هنية وإن كانت ليست رسالة اعتذار واضحة وبشكل مباشر وكان يجب أن تكون كذلك يقول فيها: «إننا نؤكد لكم حرصنا الشديد على بقاء العلاقة مع دولة الإمارات في أفضل صورها وأحسن حالاتها بما يعزز من التضامن العربي والروح الأخوية، ويعطي مزيدا من الدعم والإسناد للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وفي جزء آخر من الرسالة التي نشرتها وسائل الإعلام يقرر أنه سعيد بوجود الوفد الإماراتي في غزة – ألم يكونوا جواسيسا يا رجل – وقول بالحرف الواحد: «إننا نسعد ونرحب بوجود وفدكم الكريم بين أبناء شعبنا في قطاع غزة، ونأمل أن يواصلوا جهودهم في إدارة المستشفى الميداني حتى يقدم أفضل خدمة للمتضررين من الحرب».
التخبط في السياسات الحمساوية واضح في مسألة إلقاء الاتهامات نيابة عن أطراف إقليمية وتدخل سافر في شؤون الدول العربية والأشقاء العرب.
هل من المعقول أن يتم وضع المصالح الشخصية فوق كل اعتبار.
هل من المعقول أن تدفع الإمارات الشقيقة ثمن دعمها للشعب المصري في 30 يونيو.
ومنذ متى والإمارات لها دور تآمري تجاه فلسطين وقضيتها؟
يا قادة حماس اتقوا الله في الشعب الفلسطيني.
المختصر المفيد
إن الشعب الفلسطيني الذي يواجه هذا العدوان الإسرائيلي اليومي ضد مقدساته الإسلامية والمسيحية، وضد مدنه وقراه ومخيماته وبنيته التحتية واقتصاده ومدارسه ومستشفياته صامد ومرابط حتى تحقيق الأهداف الوطنية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.. ياسر عرفات.