استعيذوا بالله منهما
شخصان قياديان في العالم لهما تأثير سلبي تدميري كبير عليه وعلى نظمه ودوله ، الأول هو زعيم أكبر دولة تشكل القطب الأوحد في العالم ، والذي رغم زواله من سدة الحكم بحكم الديمقراطية التي تحدد مسار بلاده السياسي ، ما زال وما زالت بلاده مصرة على قراره الذي رافق هجوم سبتمبر 2002م على بلاده أمريكا ، والقاضي بحتمية تغيير أنظمة ستين دولة عربية وإسلامية وشريرة ، والثاني زعيم أصغر دولة تشكل القطب المالي والإعلامي الأوحد في ذات العالم والذي رغم استيلاءه على الحكم بطريقة الإنقلاب غير الشرعية على والده ، ما زال مصرا على الجلوس وحيدا على طاولة القمة العربية وطاولة مجلس التعاون الخليجي دون الآخرين الكبار اللذين يعرفون ماهيته ومجلسه وكيف وصل لسدة الحكم ، راغبا بقيادة أزلام آخرين ينتظر وصولهم كبدائل للشرعيات العربية ، أخذ يهددهم وقبل مجيئهم لسدة الحكم بالموافقة على قراراته المستلهمة من الرغبات الأمريكية والصهيونية ، وإلا أزاحهم كما أسقط سابقيهم بالثورة الممسوكة من الأصابع المخابراتية الدولية والإقليمية وأصابعه ، ومن إعلام الجزيرة الموجه العميل الذي نهض من القمقم بعد أن أقنع الناس أنه الثوري لا شئ قبله ولا إعلام مقاوم بعده ، والذي تحول من ناقل للخبر إلى صانع وراسما له توافقا مع الرؤية والاستراتيجية الغربية والإسرائيلية بعد أن سرق صفات الصالحين والثوار .
الأول هو الأمريكي بوش الأبن الوارث الحقد على كل عربي ومسلم من عرابه بوش الأب والذي كان أعلن حربه الصليبية ضد الأمة العربية ونظمها بعد أحداث سبتمبر ، فعاد واعتذر بعد أن نصحه حاكم قطر وسواقين قناة الجزيرة المناضلين الذين لا يتبعهم إلا الغاوين ، أنّ هذا التصريح سيضر بالاستراتيجية الأمريكية الجديدة بالمنطقة وللمنطقة ، والثاني هو الشيخ القطري الذي باع أبيه ووضعه في دائرة العجزة ، والذي أفقر قطر وأغنى غيرها ، وحافظ على جيبه البئر التي لا قرار لها وبعثر مال شعبه ، والذي تبرع بتنفيذ الأجندة الأمريكية ومحاربة الوطنية والقومية العربية ، فأعلن حربه المتعددة الرؤس على الشعوب والنظم العربية وأعطى إسرائيل الأمن والسلامة والأمان ، فنصحه الأول الأمريكي أنّ لعبته خطيرة قد تنقلب عليه ، فأكد له أنه يمتلك قناة الجزيرة التي اسرت ألباب الشعوب العربية وقلوبهم ، والتي ساقتهم كالنعاج إلى مسالخ الفرقة والحروب الأهلية والتقسيم والتفريط بالحرية ، وهو ما لا تملك مثله أمريكا حتى وإن أمتلكت الحرة والسي أن أن والفوكس وغيرها .
الأول الأمريكي كان سيخسر مئات الآلاف من الجنود الأمريكيين لو اعتمد اسلوبه وخاض معركته ضد النظم والشعوب العربية كما حصل معه في العراق وأفغانستان وكما كان سيحصل له في ليبيا وغيرها ، والثاني المخلص والمنجي لأمريكا والذي عزّ عليه أرواح الجنود الأمريكيين أن تزهق أو أن تسأل ، لأنها وحقيقة هي أعز عليه من أرواح أبناء تونس ومصر وليبيا واليمن وعُمان وغيرها من الدول التي رشحها أمير قطر لتسبق غيرها كما ترغب أمريكا ، فتبرع أن تزهق الأرواح العربية لرخصها عنده ، فهو يؤمن كما الكثيرين من العرب وكل الغرب أنّ عشرة أو مئة أو حتى ألف عربي بكفة ميزان وأمريكي واحد أو إسرائيلي واحد بالكفة الأخرى ، ولإنّ إعلامه المسمى قناة الجزيرة نجح بوصفت المقاومين للزحف الغربي بالبلطجية والمرتزقة والزعران والكتائب وأزلام النظام ، ونجح بصناعة آخرين قسمين : مدمرين يخربون ويحرقون بلادهم العربية ومصفقين لهم في أخرى ينتظرون الوقت الموصوف لهم بالجزيرة ليتبادلوا الأدوار .
الأول لعنه العرب خلال حربه المسعورة على العراق والتي سقط بسببها أكثر من مليوني مدني عراقي ، وذهاب النظام العراقي بطريقة غير شرعية وغير ديمقراطية ، والثاني القطري الذي مجده بعض العرب وقناة الجزيرة ، مع أنّ القواعد الأمريكية الرابضة في العيديد والسيلية خرجت منها الطائرات وانطلقت منها الصواريخ والقذائف الحلزونية والمخصبة باليورانيوم التي ضربت العراق وفتكت بالمدنيين ، فهي جوار قصره الرابع يتلذذ بمشاهدتها وهي عائدة من مهماتها التدميرية الإرهابية ، ومن شبابيك الجزيرة التي ينعم مذيعيها بالرواتب الخيالية ووجود مدرسين حاقدين على الشعوب العربية يحملون الجنسية الإسرائيلية ، ترى الطائرات الأمريكية القاتلة والتجسسية تتلوى كالأفاعي وتطير كالخفافيش لتبحث عن هدف لها تضربه ، والتي منها ارسلت القذائف الفسفورية لإسرائيل لقتل أهل غزة ، كانت وما زالت رابضة في العيديد والسيلية التي بناها حاكم قطرعلى حساب رخاء شعبه واستقلال وأمن بلاده ، وعلى حساب الأمن العربي القومي المشترك .
أما النجاح الكبير الذي سجل لهما فهو قدرتهما بالاشتراك على صناعة بعض المعارضات والثورات العربية والأقلام العربية المأجورة التي تنادي بالإطاحة بالأنظمة العميلة للغرب كما تصفها ، والتي ويا للعجب تستجند بأمركا والغرب لمساعدتها في مهمتها ؟؟؟ ، فالثورة الليبية التي قادتها الجزيرة وبطلها حمد قطر يحرضون العالم على شعب ليبيا ، ويحرضون أمريكا ومجلس الأمن على ضرب ليبيا لتعذيب شعبه ولتدمير منجزاته ولمصادرة اقتصاده ، ليبقى الغاز والبترول والإعلام القطري في خدمة المعركة الأمريكية والإسرائيلية ضد المستقبل العربي .
فما بال النظم العربية تنتظر حمد المنقلب على شرعية والده ، وتنتظر أمريكا ليهاجموها الواحدة تلو الأخرى وهي قابعة في عقر دارها ، مكتفية بتقديم من سبقه الدور أمريكيا ووقعت ورقته عند حمد وإيران ككبش فدا ، فالذي يحصل على الساحة العربية من حرب معلنة أمريكية وقطرية ومعها الإيرانية القذرة على الشعوب والنظم العربية سواء أكانت معتدلة كما توصف أو مقاومة كما تدعي ، ومن إنقلاب الشعوب على بعضها ونظمها ليس هو الطرق المؤدي للديمقراطية أو التغيير الموصل لرفاهية الشعوب العربية أو للوحدة العربية كما يشيع العملاء والشياطين ، بل هي الوسيلة الأكيدة للعودة للماضي القريب والذي عنوانه الإستعمار والوصاية .
Alqaisi_jothor2000@yahoo.com