د. احمد ابو غنيمة : لا نستجدي موقفاً أردنياً رسمياً !!!


شلالات الدماء لا زالت تسيل في غزة ، ومئات الشهداء يسقطون، والآف الجرحى يعانون، وما زال الموقف الرسمي الأردني خجولا كعادته في اتخاذ إجراءات تتناسب مع حجم الجريمة الصهيونية في غزة الجريحة.
في الجانب الإنساني ، هناك المستشفى العسكري الميداني في غزة يقوم بواجبه على اتم وجه، فله كل الشكر والتقدير للقائمين عليه، وقوافل المساعدات الشعبية والنقابية تصل إلى اهلنا في غزة عن طريق الهيئة الخيرية الهاشمية، فلهم أيضاً كل الشكر والتقدير لجهودهم.
نحن لا نتحدث هنا عن الجانب الإنساني الذي نفاخر به للشعب الأردني في كل خطب ومصيبة واعتداء يصيب أمتنا العربية وبخاصة اهلنا في فلسطين، فنحن نكون دوماً في طليعة من يجود بماله في سبيل التخفيف عن مصابهم وألمهم.
ما يهمنا هنا، ان يرتقي الموقف السياسي الرسمي للدولة الاردنية إلى مستوى الحدث، فمئات الشهداء سقطوا في أيام العيد ولم نسمع تصريحاً رسمياً يدين على الاقل هذه الجرائم الصهيونية اليومية، ألا تستحق مثل هذه الجرائم على الأقل ولو ( شكلياً ) ان يتم استدعاء سفير معاهدة وادي عربة من تل أبيب للتشاور ( الشكلي ) في ما يمكن اتخاذه من مواقف إزاء هذه الجرائم، او حتى استدعاء سفير الكيان الصهيوني في عمان وإبلاغه ( شكليا) عن انزعاج الأردن الرسمي من جرائمهم التي تندى لها جبين البشرية.
سنتناسى ( شكلياً ) موقف الأردن الرسمي من الإنقلاب الدموي الإجرامي في مصر على الشرعية الدستورية، واننا كنا كرسميين من اوائل من هنّأ قيادة الانقلاب بما فعلوه وما اقترفوه من جرائم بحق أبناء شعبهم، وسنتناسى ( شكلياً ) ان الأردن هو حليف استراتيجي للإدارة الامريكية منذ ما يزيد عن خمسين عاماً فيستجيب دوماً لرغباتها واوامرها، ولنتناسى ( شكلياً ) ان الأردن الرسمي وليس الشعبي يرتبط بمعاهدة مع الكيان الصهيوني تكبّله كما يقولون.
لنتناسى كل هذه الامور ( شكليا )، ولنقول بالفم الملآن ان موقف دولتنا الرسمي لا يرتقي إلى مستوى الجرائم التي تحدث في غزة، ولا يرتقي إلى حجم الغضب الشعبي الكامن في الصدور الأردنية الشريفة، فتاريخ دولتنا الرسمي حمل في بعض المنعطفات السياسية في المنطقة مواقف شرّفت الأردنيين في تلك الاوقات، من تعريب الجيش 1956 ، وإلغاء المعاهدة البريطانية الأردنية في 1957، ورفض الدخول في حلف بغداد 1954، ومناصرة مصر أثناء العدوان الثلاثي في 1956، وهزيمته للصهاينة في معركة الكرامة 1968 ، ورفض العدوان الثلاثيني على العراق في العام 1990 ، وصفع نتنياهو سياسياً في محاولة اغتيال خالد مشعل في العام 1997 ووضع حياته في كفه ومعاهدة السلام في كفة أخرى.
نحن لا نستجدي موقفاً رسمياً أردنياً مما يجري في غزة من جرائم حرب ، نحن نطالب بان تكون سياستنا الخارجية تعبيراً عن نبض الشارع الأردني الذي يتطلع باستغراب شديد لموقف دولتنا " الخجول جداً جداً جداً " من جرائم صهيوينة تُرتكب في وضح النهار ....
عجباً لهم ....
ألا يجد مسؤولينا الوقت الكافي بعد انتهاء الولائم والجاهات لمتابعة وسائل الإعلام ومواقع والتواصل الإجتماعي ليدركوا حجم الجريمة !!!!
إذا " الواتس اب " بحل الموضوع زودونا بأرقامكم لنُطلعكم على الاخبار اولاً باول !!!!!!