غزّة ... قناديلٌ وضّاءة ورماحٌ لا تنكسر !

عشّية العيدٍ باتت الغزّياتُ يصنعن كعكاً وخبزاً .. واصراراً وصبراً ... يشعلن قناديل تضيءُ في ليلٍ عربيٍّ طويل النومةٍ حالك الظلمةٍ بطيء الكواكبٍ ما عرف من منازل القمرٍ الاّ محاقاً غائباً انهك عيون السهارى من المنتظرين صبحاً او المتأملين قمراً بدراً منيراً يسطع بنوره في سماء العرب ... من يرسلون البصر املاً ورجاءً في متاهات ذاك السرداب الرهيب فيرجع لهم خائباً حسيراً مبشراً باستمرار مسلسل من الظلم والعتمة يشهده ليل العرب مصحوباً (بكوابيس) من الاشباح والابالسة وديناصورات تحلّق في السماء تنفث سمّاً وناراً محرقةً واشياء اخرى تحيلُ الارض خرابا بلقعاً مخضباً بالدماء محمّلاً بالاشلاء .

عشية العيد والايدي التي حاكت الاكفان وودعت الشهداء تصنع حلوى العيدٍ ليس احتفالاً وبهجةً ولكن لتقول لمن ظنّوا انهم مانعتهم حصونهم واسوارهم او ناصرتهم طائراتهم ودباباتهم ان هذه امّة ما زالت على قيد الحياةٍ رغم القتل لن تفنى ورغم التدمير ستسطع شمسها .... تدعوا وتصلّي لله وتصوم وتفطرُ ... تغزل الاكفان بيد وبالاخرى تحيك ملابس الاطفال والمواليد الجدد ... تصنع الحلوى بيد وبالاخرى تصنع السلاح .

عشّية العيدٍ يا غزّة وقد تسلل اليكٍ جنود صهيون بليلٍ يبغون اطفاء القانديل .... يريدون سرقة ما اودعه رمضانُ في قلوب اهلكٍ من صبر واصرارٍ وشجاعةٍ ... يريدون بتر الايدي التي تصنع الكعك والخبز للاطفال وتوقد نار الاصرارٍ على المقاومة والنصر والعيش بكرامة في قلوبهم الصغيرة الدافئة.... نعم يريدون استئصال تلك القلوب الواعدة بنهوض امّةٍ يموتُ فتيتها لتحيا ... وستحيا بمشيئةٍ الله ثم همُة اهلها وقد احتشدوا فوق الترابٍ المجبول بالدماء الزكية ودموع الثكالى .

عشيّة العيد يا غزّة وترابك الغالي يحتضن الشهداء ويقول للقادمين على املٍ وأد تلك النهضةٍ كي لا تبرح مكانها ... انتم واهمون ... رغم الجراح والخذلان وظلم ذوي القربى رغم حصاركم ورغم انصابكم وازلامكم فان قناديل غزّة لن تنطفىء وسيبقى ذاك الرمح الرديني صامدا راسخاً لن ينكسر

صالح ابراهيم القلاب