معالي وزير التربية والتعليم .. أهل مكة أدرى بشعابها


    هاهم الرجال المخلصون ..يعودون لينثروا أكاليل الزهور والعطاء بالأرض التي خطوا فيها .. ليفوح منهم عبق الخير والعمل .. فهم من زرعوا البذور الطيبة المثمرة أينما حلوا ونزلوا .. فكانت عودتهم كالمطر الغزير في مواسمه .. يروي الأرض وينبت الزرع ويضفي الدفء والسرور ..

    .. إننا ونحن نتحدث عن شيم الرجال ممن هم أهلا للعطاء والوفاء في أردن الخير  يقفز إلى أذهاننا تربوي أحب الوطن وأحب العمل .. وقضى عمره في خدمة المؤسسة التربوية الأردنية الحديثة .. فكان أهلا لحمل المسؤولية التربوية ..  انه معالي الدكتور تيسير النعيمي .. الذي سطّر أغلى معاني العطاء .. وترك بصمة واضحة لن تنسى أبداً من العمل التربوي الدؤوب والمخلص خدمة لوزارتنا العتيدة .. بل وستبقى في ذاكرة كل من عمل مع معاليه .. فهو رجل يحمل الأفكار الكبيرة التي تخاطب العقول الخيرة الجاهدة بالعمل .. ها هو يعود .. والعود أحمد .. عاد وفي جعبته الكثير .. مما يشفي به صدورنا وتسمو به نفوسنا وترتاح معه أروحنا .. عاد ليحرك أنامله ويخط القرارات الصائبة .. ويسطر لنا ما يغيب عن أفهمانا وتنار به عقولنا .. عاد بهمة الرجال وفي مخيلته الأعمال الكبيرة التي يمكن لها النهوض بنظامنا التعليمي .

    إننا في المؤسسة التربوية فخورون بعودته .. نتذكره بالخير .. ليستكمل تشكيل البيت التربوي الأردني وفق رؤاه التربوية الفذة .. فتاريخه المهني لا يسابقه به أحد .. وهو صاحب التجربة التربوية الخالصة التي لا ينافسه فيها أحد ذلك ما سيمكنه من وضع كل خبراته لإعادة  هيكله القطاع التربوي بكل همة ومسؤولية .. فنحن نعي حجم المسؤولية ونعي تماما أن أهل مكة أدرى بشعابها .. وعودة معاليه جاءت ومعها كل القيم والفضائل والأمانة .. وما أعظمها من أمانة ..  إنها أمانة التربية والتعليم.. لذلك كانت العودة الى الانتقاء الواضح .. فالوطن يحتاج لكل مخلص أمين صاحب فكر ورأي وإصلاح .. ليكون ذخراً لكل معلم .. وأملا لكل طالب ..
    إننا نطمح ومعنا كل الخيرين في هذا الوطن الغالي أن ترتقي وزارتنا العتيدة إلى السمو في سياسة التعليم.. وان يكتمل مشوار التحديث والتطوير  .. لأننا وبالتأكيد  بحاجة ماسة إلى فكر تربوي عميق يلبي طموحنا جمبعاً .. ويصلح من شأن التعليم ويرقي به

      نسأل المولى عزّ وجل أن يوفقه ومن هم من حوله في موقع المسؤولية ..في إعادة هيكلة وزارة التربية والتعليم وتحديد مكامن القوة والضعف في البناء المؤسسي فيها .. وبناء وتحديث القدرات للقيادات التربوية وفقاً لاحتياجات الميدان التربوي .. مع أهمية أن يلبي البناء الهيكلي للوزارة التوجهات الحالية والمستقبلية وبما يتواءم مع الواقع الحالي .. وخاصة نظرتنا إلى المعلم الذي تحتاج منا جميعا إلى المزيد من التأمل خاصة في مجال مساندته وإعادة تأهيله وتدريبه بما ينسجم وطبيعة المرحلة التي نمر فيها .

 ما نطمح لتحقيقه في عهد معاليه  أن لا يتحقق التحديث التربوي في ظل ثبات سياسات إعداد المعلم .. ولذا علينا التحول في سياسات إعداده بشكل يمكنه من أداء رسالته بصورة جديدة .. لا بل إننا بحاجة ماسة إلى إعادة النظر بكل البرامج التدريبية التي من شأنها  إعداد المعلمين بالطريقة الملائمة الصحيحة التي من شانها النهوض بالأداء داخل الغرف الصفية  ..وبالأساليب التي ترقى إلى تربية متوازنة في عصر متجدد ..  

يجب أن نعي تماماً.. أن المعلمين هم القادرون على إصلاح التعليم ..  فهم الركيزة الأساسية في أي نظام تعليمي .. وقد نشأت الحاجة إلى أن يواكب المعلم تغيرات العصر ومستجداته. ونتيجة لكل ذلك تظهر الحاجة إلى إستراتيجيات جديدة تضمن استمرار مواكبه المعلم للعصر الذي يعيش فيه .. إضافة لدراسة البيئة الاجتماعية والمدرسية والصفية التي هو جزء منها .. وبذلك  فالحاجة ملحة أيضا لتدريب من هم على رأس عملهم بكيفية تطوير أنفسهم . والارتقاء بأدائهم ..وبذلك فان الحاجة إلى تعليم وتدريب تلك الفئة من المعلمين أصبح أمرًا هامًا مع توفير مرجعيات ومصادر للتعلم من شأنها تلبيه الغرض .. وهذا يتطلب تضافر الجهود  وتعاون جميع القائمين على ذلك وتحت إشراف ورعاية المشرفين التربويين .. لنسمو  بمعلمين ذوي قيمة يعتد بهم وقادرون على مواجهة التحديات . وبذلك استطيع القول ( أعطني معلماً أعطك أمه )

ومقطع القول : يتحتم علينا جميعا أن ندرك بأن غاية التربية في ظلّ التحديث الذي نحتاجه ستسمح لكل فرد من أبناء المجتمع بتحقيق ذاته في إطار ثقافة ذات نزعة إنسانية لأن الصلة بما هو إنساني تجعل التربية أكثرَ من عملية تدريب مجردة لتكون عملية إنضاج مستمر .‏

ينبغي أن نتبنى مفهوماً جديداً يتجاوز التراكمَ إلى الفاعلية .. والاستيعابَ إلى الإبداع والإخصاب .. ويسمح بقيام تفاعل وعلاقة جدلية بين المتعلِمين والبيئة المدرسية .. وبالتالي فإن المعرفة المكتسَبة لدى الطلبة يجب أن تستخدم من أجل تحررهم وممارسة إبداعهم . ولن يتحقق ذلك إلا بقوة نظامنا التعليمي الذي يجب أن يشكل وسيلة ضرورية للتأثير الفعّال تختلفُ عن القمع الذي يحوّلها إلى عنف .. بل ويجب أن يعدّل العلاقات التقليدية الجامدة لتسود علاقاتُ التفاعل الإيجابي بين الطلبة والمعلمين وإداراتهم .. بل يتعدّى ذلك ليعني انخراطَ المدرسة في الهموم الوطنية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع ككل .. وبذلك يمكن تبنّي نهج إبداعي يعتمد كبؤرة مركزية للتعليم  لأنه السبيل الوحيد لتحرير طاقات المتعلم .. وإكساب فئة الطلبة المزيد من الاهتمام فهم البناة الحقيقيون للمستقبل وهم من نعول عليهم لحمل رسالة الأمة في الوحدة والحرية والحياة الفضلى .

وللحديث بقية .. في الأسبوع القادم بإذن الله تعالى

: Fsltyh@yahoo.com