أهـــلاً بالعيـــــد...... عيدٌ بأيّةِ حالٍ..؟؟؟!!!

د.خليف الغرايبة

عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
اطمئن أيّها المتنبي، وإن صدقت في "الصدر" ، فإنني أجيبك عن " العجز" فأقول: التجديد قادم إن شاء الله.
ونحن على مشارف عيد الفطر المبارك ، نزجيها تحيّة مباركة طيّبة إلى أبناء هذه الأمة الخيّرة، وإلى كلّ المجاهدين... الصابرين...الأحرار... المرابطين في المناطق المُلتهبة ، نعم نُزجيها تحية مقرونة بالدعاء إلى أبناء المدن اللآلئ الثائرة في عالمنا العربي والإسلامي : غزة ، ودرعا، وحلب ، والموصل، ودمشق، والفلوجة ، وحمص، والميانمار، وإدلب، والرمادي، والقلمون، والغوطة، وأزواد، وقندهار، ومقديشو، وإقليم فطاني، وغروزني، وكابول، وكيسمايو، ومزار الشريف ، هذه المدن وغيرها الكثير هي قلائدنا التي نتمسّك بها بكل ما أوتينا من قوّة.
العيد قادم وسط أشلاء مبعثرة ونفوس يظن الآخرون أنّهم كبتوها، خسئوا والله !!!
اشتدي أزمة تنفرجي *** قد آذن ليلك بالبلج.
الهموم، والأحزان، والآلام، والكوابيس كبيرة وقاسية ، ولكن الأمل أكبر، والعبرة بالنتائج، وهذه الأمة ومنذ فجر التاريخ مرّت بها مئات الجحافل من الغُزاة والطامعين والمستعمرين الذين تحطّموا على صخرتها ولفظتهم أرضها بهمة أهلها الشجعان، وجود أياديهم، أما الفئة الفاسدة التي تعيش بيننا وتتآمر علينا، وتبيعنا بالسّحت وتجود علينا بلسانها فلهم يوم ولا كانوا ولا كان جودهم الرخيص، كما قال المتنبي:
جودُ الرّجالِ من الأيدي وَجُودُهُمُ *** منَ اللّسانِ، فَلا كانوا وَلا الجُودُ.
صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَا *** فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُودُ
نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصرٍ عَنْ ثَعَالِبِها *** فَقَدْ بَشِمْنَ وَما تَفنى العَنَاقيدُ
ما كُنتُ أحْسَبُني أحْيَا إلى زَمَنٍ *** يُسِيءُ بي فيهِ عَبْدٌ وَهْوَ مَحْمُودُ
ما أروعك أيها المتنبي، نحن نعيش ما ذكرت من أصناف:" الخصيّ....الآبقين....العبد....نواطير مصر.... ثعالبها."
بل لدينا أكثر مما قلت لدينا : من يبيع الأرض، والفرْض، والعرض بأبخس الأثمان،
حسبنا الله ونعم الوكيل:
" اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك، وأجرنا فيه من عقوبتك ونيرانك، وجُدْ علينا بفضلك ورحمتك ومغفرتك وامتنانك، وهب لنا ما وهبته لأوليائك، واجعلنا ممن وفرت له أقسامه فأسعدته بطاعتك فاستعد لما أمامه، برحمتك يا أرحم الراحمين" آمين يا رب العالمين.
وكل عــــام وأنتـــم وجميع أبناء الأمتين العربية والإسلاميّة بالخير واليُمن والبركة، وقد تعافت من جراحها التي أثخنها فيها الأصدقاء قبل الأعداء.