الدولة اليهودية


منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام وأبناء صهيون من اليهود يعيشون في تجمعان سكنية منفصلة عن الشعوب التي عاشوا بينها ، وفي ظلها ، منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة وأبناء صهيون من اليهود يرون في أنفسهم انهم العِــرق الأسمى من البشر ، وان غيرهم عبيد لهم ، ويقول في هذا السياق عالمنا الكبير الدكتور ناصر الدين الأسد في كتابه " ألفاظ من القرآن الكريم " إن اليهود يرون أن أموال الآخرين هي ملك لهم بدليل الآية الكريمة رقم 75 من سورة آل عمران * * ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ، ومنهم إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائماً ، ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل * * وجاء في تفسيره للأميين أنه كل شخص لا يدين بدينهم ، وجاء في تفسير " ليس علينا في الأميين سبيل " أن أموالهم وأرواحهم حق لنا نحن اليهود .
منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنه واليهود مشتتين في الممالك والبلاد حتى جاء وعد بلفور ومنحهم دولة سياسية في جزء من فلسطين ، ومع ذلك فهم لا يبحثون عن دولة سياسية بل دولة دينية ، وسمعنا قبل سنوات قليلة نغمة المطالبة بالدولة العبرية أو اليهودية ، وقد نصحهم من هو يدعمهم بأن يتريثوا قليلاً فليس من المعقول أن تكون هناك دولة دينية وكل ما حولها دول سياسية ، ومن يومها والصهاينة والغرب والأموال العربية تسعى لتأسيس دولٍ دينية وهمية مؤقتة قابلة للانهيار في أية لحظة ، وما نراه اليوم من دولة داعش الإسلامية والصمت الغربي والعربي معاً على قيامها ، وكأن الجميع سعى إلى وجودها ، وما سمعناه قبل أيام من طرد المسيحيين من الموصل وما رافقه من صمت غربي وعربي وديني يدل على أن الجميع شريك في تأسيس دولة دينية بمسمى الإسلام بشطريه الشيعي والسني أو المسيحية بشطريها الآشوري والكاثوليكي ، وغداً سنسمع إقامة دولٍ بمسمى عِرقي تحت غطاء أديان وهمية " درزي ، كردي ، فرعوني ، حوثي ألخ ... " وعند اكتمال المشهد الدرامي الكوميدي تظهر الدولة العبرية لتلقف ما يفعلون وما يصنعون .
إن كل ما يجري هو صناعة غربية بأموال عربية فهل انتبهنا إلى ذلك ، وللحديث بقية حين تصبح الدولة العبرية عضواً في جامعة الدول العربية