اغتيالات وكلمات سوقية في الفيسبوك
بسهولة، ومن دون ان يرتجف لك جفن، تستطيع ان تغتال أي انسان، شخصية معروفة، او صديقا دخل على قائمة اصدقائك مصادفة، فما عليك إلّا توجيه أية تهمة له، وبعدها تجد مناصرين يشاركونك نحر الذبيحة.
حزنت على مجموعة من الفنانين والاعلاميين المصريين، كيف شوه احد لصوص الفوتوشوب موقفهم، بحيث تحولت اليافطات المرفوعة بأيديهم خلال وقفتهم الاحتجاجية مطالبين الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك بالرحيل، إلى يافطات تدعم الأسير الاسرائيلي الجديد عند حماس شاؤول، كتب عليها زورا وكذبا «كلنا شاؤول». طالع تقريرا في «العرب اليوم» على الصفحة العاشرة.
هذه الصورة الزائفة تم تداولها كالنار في الهشيم، وتناقلتها صفحات المشاركين في الفيسبوك على انها حقيقة، وتم توجيه ابشع التهم والكلمات لكل من وجد في الصورة، ولم تسلم مصر ايضا من الهجوم، كما لم يسلم فنانون واعلاميون آخرون لم يوجدوا في الصورة.
طبعًا؛ هناك اعلاميون مصريون ارتكبوا حماقات تصل حد الخيانة، في الايام الماضية، عندما أعمت قلوبهم مواقفهم من جماعة الاخوان المسلمين، فانهالوا على حماس، ومِن ورائها الشعب الفلسطيني باتهامات قذرة، حتى وصل بهم الأمر إلى مناصرة الاسرائيليين جهارا نهارا، ومساندتهم في قتل وتدمير غزة ومَن فيها.
لكن هذا لا يعفينا من الحذر الشديد من الاكاذيب التي تملأ الفضاء، خاصة الذين يتقنون الجلوس ازاء الكمبيوتر، مستغلين الاحداث في غزة وغيرها يعبثون بمواقف الناس ويشوهون قناعاتهم، لا بل يوجهون لهم التهم بالخيانة والتخاذل والتواطؤ مع العدو الصهيوني.
هناك فوائد كثيرة لا احد يستطيع انكارها لوسائل الاعلام الاجتماعي ـ الفيسبوك وتويتر، وغيرهما، لكن من اخطر مساوئها أنها سمحت بتداول مصطلحات غير اخلاقية، لا يستطيع المرء ان يطلقها في العلن، فأطلقها في الصفحات الوهمية التي لا احد يعرف صاحبها.
اذا كان ما يسجل في باب النقد للصحافة التقليدية جديتها والتزامها بمعايير مهنية لا تسمح باغتيال الشخصيات، ولا بتوجيه عبارات مهينة لاحد، او باطلاق مصطلحات غير اخلاقية، فإن هذا يسجل لها في انها حافظت على حقوق الناس وكراماتهم، ولم تهبط الى الدرك الاسفل باستخدام عبارات وكلمات سوقية ـ للأسف موجودة بكثرة في وسائل الاعلام الاجتماعي ـ.