في وداع رمضان .. فذكر إن نفعت الذكرى

في وداع رمضان .. فذكر إن نفعت الذكرى

بقلم : فيصل تايه

ما أسرع الأيام .. فها نحن نعيش خواتيم شهر الخير والبركة .. فلم نكد نشعر برمضان و كأن شفافيته تُدنيه من النور .. وما بين الترحيب والتوديع قصّة حياة وأسرار وجود للإنسان الغريب العجيب الذي يملك جسماً صغيراً، وفيه روح يزن الكون وتأمُّلاً يسع الكون ومسؤوليةً أبت السموات والأرض أن تتحمّلها.

شهر أنزل فيه القرآن .. وهي ميزة تجعله شهراً الخير ولياليه من نور، إنه بوابة السماء الزمانية ، فيه البركة ، وفيه وليلة خير من ألف شهر .. تتكثّف الأيام بليلة .. حتى لكأنها تعدل ألف شهر ليس كشهورنا العادية وإنما شهور نورانية خالصة مفتوحة من القلب إلى السماء، محفوفة بالروح والملائكة. . فُرصة ربانية ونور مشاع يتسابق عليه المؤمنون الذين امتلأت قلوبهم بحب الله والتطلُّع إلى الخلود والرغبة في الخروج من دنيا الزوال بربح مضاعف وآثام مغفورة وخواتم حسنة، وكأن هذا الزمن الرمضاني فرصة تعوّضنا عن العنف الذي يسيطر علينا والآثام التي تعادي الحب وتصادق الكراهية ..

خلق الإنسان من نفخة الله التي جعلت منه مسؤولاً عن خيره وشرّه محاسباً عن أعماله ؛ مكرّماً ولديه رسالة تراقبها السماء وتصفّق لها الملائكة. وخلق هلوعا جزوعا .. يرتكب الجرائم والموبقات، ويستمر في مسلسل الظلم وممارسة أبشع الجرائم التي تمثّل استباحة لدماء الناس .. ولست أدري كيف يمارس البعض مشروع القتل وهو يرفع عنوان السماء والادعاء بالإسلام .. يقتل ويجهّز للقتل دون أن تهتز له شعرة ثم يقول إنه بوابة السماء وعنوان الإسلام، متناسين قول الرسول الكريم «لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من سفك دم أمريءٍ مسلم» لذلك يجب ان نعترف جميعاً ان هناك فهم مغلوط عن الإسلام يجعل الإنسان متناقضاً جهولاً كفوراً؛ فينغمس في الدماء ويعتكف بالمسجد، يأكل الحرام ويدعو بالرحمة، إنها عنوان الغفلة وعلامة الخذلان التي لن يغفرها الله في علاه .
ودمتم سالمين
فيصل تايه