تسريبة الإمارات «غير مقنعة»
الإساءة لدولة مثل الإمارات العربية المتحدة في ظرف مغرق بالحساسية يحتاج فيه الشعب الفلسطيني لتضامن كل الشعوب والحكومات لا مبرر لها خصوصا في أوقات الأزمة.
وبرغم الضغط والتوتر الذي يعيشه أهالي القطاع ومعهم الشارع العربي برمته والشعب الفلسطيني من هول الجرائم الوحشية التي تقرأ نفسية الإحتلال البغيضة وتعيد إنتاج قصة فلسطين من أولها على أساس الصراع الوجودي.. برغم ذلك تتطلب التضحيات الجسيمة التي يقدمها أهل القطاع نيابة عن الأمة العربية برمتها الحذر من "خسارة" أي شقيق خصوصا في حال وجود تسريبات وحملات تفتقر إلى الدقة.
الإمارات دولة ليست مسؤولة عن العجز العربي وقد نختلف مع سياساتها ومواقفها أو نتفق تجاه العديد من الملفات والقضايا، لكن في الماضي "لم تقصر" مع الشعب الفلسطيني، وكانت دوما سباقة في تقديم يد المساعدة وفقا لإمكاناتها، وانطباعي الشخصي أني لا أصدق التسريبات غير المقنعة المتعلقة بالوفد الإنساني الإماراتي الذي كان اول وفد عربي يدخل القطاع.
بكل الأحوال النظام الرسمي العربي برمته لم يعد فاعلا ولا منتجا وخارج التغطية سواء أتعلق الأمر بفلسطين أو العراق وسورية وليبيا وكل القضايا القومية والإقليمية ويحسب لدولة مثل الإمارات أنها وقفت في مكان معتدل في الظروف الحساسة وان كانت لدينا ملاحظات هنا وهناك.
الأهم أن الشارع العربي اليوم برمته مع المقاومة الباسلة الشريفة ومصلحة اهل غزة المباشرة تقتضي عدم الإسترسال في الإساءة لأي شقيق وصديق بالرغم من مشاعر الخذلان العامة والأجدر بالخذلان عمليا هي مؤسسات السلطة الفلسطينية التي اتخذت موقفا عجيبا من مسارات الأحداث وتعاملت مع مجازر الإسرائيليين بالشعب وكأن العرس عند الجيران.
الحذر واجب من "تشويه" اي موقف في هذه المرحلة الحرجة والفرصة متاحة لتسريب اية معلومات خطأ ومغرضة في لحظة حرجة واقتراحي لجميع الدول العربية الإنشغال بالواجبات والتحديات بدلا من المناكفات التي تتاجر بالدم الفلسطيني خصوصا من رسميين فلسطينيين قبل غيرهم.
بكل الأحوال نشكر كل شقيق عربي يقوم بواجبه سواء في قطر أو الإمارات أو كل دول الخليج وشعوب وحكومــــات أمريكا اللاتينية التي وقفت وقفة مشرفــــة وعلى الحكومات العربية ان تتصرف من دون منية لان أهالي غزة يدافعون اليوم عن كرامة الجميع من دون إستثناء فالعدوان الإسرائيلي لم يستهدف حي الشجاعية فقط وخططه إرعاب القاهرة وبغداد ومكة وعمان والخرطوم.