من أفشل المبادرة المصرية؟

أصيب كثيرون بالذهول عندما أعلنت حماس رفض المبادرة المصرية بوقف إطلاق النار والبدء بحوار حول المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني في القطاع، علمأً بأنها نسخة طبق الأصل عن المبادرة المصرية لسنة 2012 التي صدرت في عهد الإخوان المسلمين وقبلتها حماس في حينه.
كنا نتمنى لو أن كتائب القسام تستطيع أن تهزم إسرائيل عسكرياً وُتملي عليها الشروط. وأن يملك حلفاؤها هذه القدرة، فالصراع وحيد الجانب ولا يتوفر فيه أي قدر من التكافؤ، وقد وصف بأنه مجزرة. ويبقى من مصلحة إسرائيل الاحتكام إلى القوة بدلاً من المواجهة مع الحق والعدل والقانون الدولي.
حماس كانت قد وافقت على التراجع عن انقلابها والعودة إلى الوحدة الوطنية، وتشكيل حكومة الوحدة التي يفترض أن تكون مسؤولة عن الضفة والقطاع، فهل تريد أن تلعب في غزة دور حزب الله في لبنان، أي دولة داخل الدولة، مع أن الدعم الشامل المتوفر لحزب الله لا يتوفر لحماس أو كتائب القسام.
السلطة الفلسطينية الشرعية والموحدة برئاسة محمود عباس قبلت المبادرة المصرية، مما يعني أن حماس لا تأخذ الوحدة الفلسطينية مأخذ الجد.
رفض حماس للمبادرة المصرية قرار.. ليس ضد إسرائيل، فهذا ما تتمناه إسرائيل، بل ضد مصر صاحبة المبادرة، وعلى حساب دماء شعب غزة.
موافقة حماس على المبادرة المصرية كانت أمراً مفروغاً منه لولا إيعازات، التي لا مانع لديها من قتل مئات أخرى من الفلسطينيين وتدمير القطاع إذا كان هذا يخدم أجندتهم ضد النظام المصري، وهو الوحيد القادر على التدخل وإيقاف المجزرة.
النظام المصري الجديد لديه مشكلة مع حماس باعتبارها فرعاً من الإخوان المسلمين، ويتهمها بدعم الإرهاب في شمال سيناء وتبني عصابة بيت المقدس الإرهابية.ومع ذلك فقد تسامت مصر فوق اعتبارات الخصومة وقامت بواجبها باعتبارها القوة العربية الوازنة.
إسرائيل لم تتردد في قبول المبادرة لتظهر للعالم أنها تجنح إلى السلم وأن الحرب مفروضة عليها.
أبو مازن يعرف أين تكمن المشـكلة، ولذا طار إلى هناك، وحجز من هناك إلى عاصمة اخرى، في مسعى لوقف هدر الدم الفلسطيني خدمة لأجندات إقليمية.