اعتصام العقبة وحقوق الغير ..


نسي البعض منا او تناسى  بأن الديمقراطية كنهج حياة ، لا تأتي بين عشية  وضحاها ، بل هي حصيلة تجارب بالحياة و ثقافة شعوب تأخذ مداها وتترسخ عبر سنين يعززها حب الوطن والانتماء إلى ترابه فهي اذا بالمفهوم العام والشمولي   نظام اجتماعي مميز يؤمن به الأفراد ويسير على نهجه  المجتمع من خلال تبني ثقافةٍ سياسيّة وأخلاقية معيّنة تتجلى فيها مفاهيم تتعلق بضرورة تداول السلطة سلميا وبصورة دورية وتمنح الحكم للأكثرية مع الاحترام الكامل  لحقوق الأقلية .

 أسوق هذه المقدمة للولوج الى بعض المفاهيم المغلوطة للديمقراطية وبعض الممارسات غير المسئولة من البعض ومناسبة الحديث هنا هو الاعتصام الذي نفذته فئة قليله من سكان مدينة العقبة وسط الشارع العام المار من أمام مبنى بلدية العقبة سابقا وهو لمن يعرف شارع رئيسي ومرفق حيوي يربط بين شمال المدينة وجنوبها حيث يصر هؤلاء المعتصمون و المحتمون بالديمقراطية على إغلاق شارع عام  وحرمان المارة منه فإذا ما علمنا بأن أدنى أبجديات و مبادئ وأسس الديمقراطية ألحقه هي ان حريتنا تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين وتأسيسا على هذا فأنة لا يحق لكائن من يكن وتحت أي مسمى ان يعتدي على حرية الناس ويعطل حياتهم ويعرقل سير عملهم تحت مسمى أننا نمارس حقا ديمقراطيا ، نعم من حق هؤلاء ان يطالبوا بحقوق لهم ومن واجب الدولة ان تراعي هذه المطالب ان كانت مشروعة ولكن دون المساس بحقوق الآخرين كما حدث بكل أسف .

 اما الأمر الآخر وهو امر هام ويجب التنبه اليه فحذار ان تستغل مساحة الحرية والديمقراطية وتفهم قيادتنا لها وهو امر تستحق عليه الشكر بأن يستغل من قبل البعض وباسم الديمقراطية ان يتم اغتيال شخصية اي فرد  وان تشن الحروب على من يراعون المصالح العليا للوطن او مصالح الناس بشكل عام بعيدا عن التخصيص وتلبية المصالح الخاصة فمن غير المعقول او المقبول ان نطالب بتنحية مسئول هنا او هناك فقط لأنه أراد تطبيق أسس العدالة بين الناس ووقف حجر عثرة في طريق أصحاب النفوذ والحد من جشعهم في الاستحواذ والحد من تغولهم على هذه المؤسسة او تلك وهو ما يحدث اليوم من قبل من يرفعون اصواتا نشاز لتركب هذه الموجة ترفع شعارات ودعاوى حق يراد من خلفها ديمومة الباطل وبالتالي ديمومة اخذ حقوق المستحقين لتعطى لغير ذلك  تلبية لمصالحهم وأجنداتهم الخاصة التي لا تمت للمصلحة العامة بٍصله