صلاح الدين الثاني من غزة


نود أن نبدأها هكذا، جريئة صريحة مُدوِّية وبلا مقدمات، نبدأها بتحية إجلال وافتخار بأهلنا في غزة، تحية للأطفال الشهداء وللحرائر الشهيدات ولكل أفراد قافلة الشهداء من أهلنا النشامى في غزة الإباء الغُر الميامين.

تحية للأطفال المصابين ولكل المصابين، وتحية للصابرين المرابطين من أهلنا، كل أهلنا في غزة الشرف والإباء، وسط صمت عربي وإسلامي وعالمي مريب.

تحية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وللجهاد الإسلامي ولكل الفصائل الفلسطينية الباسلة في غزة، فتا الله إنكم تُسجلون اليوم تاريخ الأمة بالدم الزكي.

أيها البواسل في غزة، لقد أثبتم للعالم أنكم على حق، ولقد رفعتم رأس أمتكم عاليا، رغما عن أمتكم التي استكانت للعدو، ودفنت رأسها في الرمال، في معظمها الأعظم.

تحية للبواسل الذين صمموا الطائرات بدون طيار التي اخترقت أجواء العدو في أول سابقة تاريخية على مستوى ما نسميه الأمه العربية والإسلامية!

وتالله إن المرء ليتساءل عن كل هذه الاستعدادات التي أعدها أهلنا في غزة برغم الحصار المفروض عليهم من أعدائهم ومن بني جلدتهم، حتى انطبق عليهم قول الشاعر:
وظُلم بني القُربى أَشَدُّ مَضَاضَةً...على المَرءِ مِن وَقْعِ الحُسام المُهنَّدِ

أيها البواسل في غزة، امضوا، فالبحر من ورائكم والعدو أمامكم، ومن يَقُل إن صلاح الدين الثاني لن يكون منكم، فهو واهم!

امضوا ولقنوا العدو الذي لا يرحم درسا في الأخلاق والنبالة، عدو يقصف الأطفال والمدنيين بالصواريخ، امضوا، فدفاعكم عن أنفسكم وعن أمتكم، دفاع تؤمن به كل الشرائع والأمم.

﴿ أَلَمْ تَرَى كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ*أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ*وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ*تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ*فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ﴾

بقي القول إن العدو لن يقدر عليكم، ذلك أن الله معكم، ولأن العدو من قتلة الأنبياء وقتلة الأطفال والمدنيين الآمنين، فهو لا يجرؤ على مواجهة المقاومة، مُحارباً أمام محارب.

إعلامي أردني مقيم في دولة قطر
al-qodah@hotmail.com
رابط صورة كاتب المقال الشخصية:
http://store2.up-00.com/Sep12/JOc89873.jpg