مسؤول ضعيف !

احدى مشكلات الاعلام المهني مع فئة من المسؤولين من شتى المستويات عاجزين عن حل المشكلات والتقصير في مؤسساتهم ووزاراتهم ، يهربون من الحلول لعجزهم ويكون التبرير اتهام الاعلام المهني بأنه يتحدث لاسباب شخصية أو ردة فعل على مطالب خاصة ، وتعتقد هذه الفئة من المسؤولين أن هذا الادعاء ينهي المشكلة ، او يغطي على ضعفهم وقلة حيلتهم أمام الناس اولا وأمام رؤسائهم ثانيا ، ويعمل على توجيه الانظار عن غياب الحلول لديه الى تبريرات شخصية.
أتحدث هنا عن الاعلام المهني الذي يتحدث عن وقائع وحقائق وليس من يمارس التهويل والتضخيم أو اختلاق الاخبار والقضايا ، فالاعلام المهني الذي يتحدث عن نقص واضح في احدى الخدمات الاستراتيجية للناس أو ضعف في بنية تحتية واضحة ، او عن ردود فعل مشروعة للناس واضحة وتتناقلها الاخبار ويعيشها الناس وتعلمها الدولة ، هذا الاعلام هو الذي نتحدث عنه ، والمسؤول الذي يعجز عن الرد او التبرير ويهرب من الاعتراف بضعف قدراته في الادارة وحل المشكلات ، هذا النمط من المسؤولين من اضعف فئات وانواع المسؤولين ، يشتري الوقت باتهام الاعلام بينما المشكلة فيه ، كما ان المشكلات الناتجة عن ضعفه لا تزول او تغيب بل تبقى نشاهدها وتدفع الدولة ثمنها سياسيا وأمنيا وشعبيا.
وحين نسأل عن أسباب تحول قضايا عادية الى ازمات فان من هذه الاسباب هذا النوع من المسؤولين الذين لا هم لهم الا التبرير وتضييع الوقت في ملفات وقضايا يعيشها الناس كل يوم ، ولهذا تكبر القضايا العادية وتستنزف الدولة وجهودها ، وتشتت اهتمامها عن الملفات الكبرى.
هذا النمط من المسؤولين لهم ذات الاثار السلبية التي لا تختلف عن الاثار السلبية لأي مسؤول في القطاع العام او الخاص يمارس الخضوع والاسترضاء للاعلام غير المهني ، او لمن يبحث عن مصالح خاصة تبقى صورته بيضاء حنى من ضعف وتقصير حقيقيين.
الحقائق والوقائع اقوى من تبريرات واهية ، او هروب يغيب عنه المنطق ويعتمد على الاتهام ، فالقضايا التي يعيشها الناس ويعانون فيها من ضعف أي مسؤول لا تختفي بل تزداد بوجود هذا الصنف من المسؤولين ، انهم صناع الازمات بضعفهم في الادارة ، وهروبهم من الحلول الى اتهام الآخرين وهم من يلحقون الاذى برؤسائهم وبالدولة والناس.