التصنيف العالمي للجامعات العربية

التصنيف العالمي للجامعات العربية
ا.د. عاهد الوهادنة
ممثل منظمة QS العالمية لتصنيف الجامعات
في مقالتين سابقتين في جريدة الراي الغراء وضعت خارطة طريق للجامعات الاردنية نحو التصنيف العالمي واشرت الى امكانية اطلاق تصنيف جديد للشرق الاوسط من قبل منظمة QS العالمية الا ان المنظمة وبعد نقاش مستفيض مع اطراف عدة قررت حصر التصنيف في الدول العربية, ويتوقع ان يشمل التصنيف 260 جامعة عربية تنضوي تحت مظلة اتحاد الجامعات العربية. ورغم قناعتي بالتصنيفات العالمية الا ان لي وجهة نظر سلبية في جانب واحد مهم للتصنيف العربي, اذ ارى في التصنيف العالمي فرصة للجامعات الاردنية والعربية مقارنة نفسها مع جامعات عالمية تتفوق عليها بشكل كبير في حين يلغي تقارب مستوى الجامعات العربية هذه الميزة للتصنيف الجديد. الامرالذي ناقشته مع رئيس هذه المنظمة الذي افاض في شرح وجهة نظره واصراره على سلامة الفكرة. لقد اصبحنا قاب قوسين او ادنى من اطلاقها بعد ان تم االطلب من عديد من الاكاديميين ابداء الراي في المعايير المقترحة لهذا التصنيف والتي لا اخالها تخرج عن المعايير الست الرئيسة للتصنيف العالمي.
المهم في الموضوع -بعد ان اصبح التصنيف العربي وشيكاً- ان على الجامعات الاردنية الخاصة والحكومية التحضير لذلك من خلال تثقيف نفسها في الموضوع وتجهيز ملفاتها وربما تكون فرصة للجامعات الخاصة المتميزة في الاردن ان تجد لها منصة تنصفها محلياً وعربياً وعالمياً لاحقاً. إن عدد الجامعات العربية المصنفة ضمن افضل خمسمائة جامعة في العالم حسب تصنيف QS الاخير هو ثماني جامعات فقط تتوزع كالاتي: مصر (1), لبنان (1) , السعودية (4) والامارات (2). ثلاثة منها جامعات خاصة واحداها جامعة حديثة تاسست عام 1997.
لم اكتف باطلاق فكرة دخول الجامعات الاردنية تصنيف QS والنجاح في وضع جامعتين اردنيتين على القائمة العالمية بل انني ومع قدوم التصنيف العربي قدمت مقترحاً شاملاً لهذه المنظمة يمكنها من التواصل المباشر مع كل الجامعات الخاصة والحكومية لاطلاعها عن كثب عن ماهية معايير التصنيف فالخوف من دخول السباق مرده ضبابية المعلومات المتوفرة عن معايير والية العمل في منظمات التصنيف العالمي الامر الذي شرحته باسهاب في جريد الرأي في مقالة سابقة بعنوان " طريق الجامعات الاردنية نحو قائمة افضل خمسمائة جامعة عالمية".
ومن الجدير بالذكر ان تصنيفات QS الحالية هي لآسيا او امريكا اللاتينية او العالم ككل ولا يندرج الاردن او بعض دول الشرق الاوسط ضمن التصنيف الخاص بآسيا عكس التوزيع الجغرافي والسياسي المتعارف عليه. في حين اطلقت مؤسسة Times Higher Education المتعارف عليها بتصنيف التايمز تصنيفاً للجامعات الاسيوية يتضمن جامعات دول الشرق الاوسط ودول الاقليم, اذ تصدرت جامعة طوكيو قائمة افضل مئة جامعة اسيوية لعام 2014 تبعتها في المنزلة الثانية جامعة سنغافورة الوطنية ثم جامعة هونج كونج ولم تظهر في القائمة سوى ثلاث جامعات عربية اثنتين من السعودية وواحدة من لبنان. لقد كان النصيب الاكبر للجامعات اليابانية يليها الصينية ثم جامعات كوريا الجنوبية. وتضمنت القائمة جامعات تركية وايرانية وهندية واسرائيلية كذلك. ومن الجدير بالذكر ان هذا التصنيف يتضمن ثلاثة عشر معياراً لقياس جودة التعليم والبحث العلمي والاستشهاد به ونقل المعرفة والسمعة الاكاديمية عالمياً.
في الختام قد لا ينعكس الدخول في سباق التصنيف بحد ذاته على مستوى الجامعة انياً ولكنه يضع معالم الطريق نحو العالمية لاي جامعة من خلال رفع مستوى الجامعة في معايير محددة ذات علاقة وثيقة بضمان جودة مخرجات مؤسسات التعليم العالي. ما سيحمله التصنيف الجديد لمنظمة QS من مفاجأت قد يدفع العديد من الجامعات الاردنية لاعادة التفكير في اهمية مثل هذه التصنيفات على الاقل لعكس صورة حقيقية عن الجامعة في عصر التنافس الشديد فاي جامعة هي جزء من الاردن والاردن جزء من العالم العربي والعالم ككل. وستجد الجامعات نفسها مضطرة لتجهيز ملفها فالملف الاول هو الاكثر اهمية ويعكس واقع الجامعة وبعد ذلك لا يتغير الملف الا اذا احدثت الجامعة تطوراً ملموساً على ارض الواقع.