لِمَ لًمْ تُسوِّ لها البيت يا عبدالله..!؟



أجّجَ التقرير المنشور على موقع (جو 24) للزميل قاسم الخطيب في نفسي مشاعر غضب عارم، ففيه إشارة واضحة إلى تقصير الحكومة في معالجة قضايا الفقر المدقع في المملكة، وعجز فاضح في قدرة أجهزة الدولة على الوصول إلى مناطق البؤس والمعاناة الإنسانية، فمنْ يقبل أن تعيش عجوز تجاوزت المائة وعشرة أعوام من عمرها في واقع بئيس مهين، وإذا لم تتحرك حكومة بأكملها لوقف انتهاك حياة هذه الأردنية العجوز البائسة اليائسة القابعة بعجزها ومرضها وشيخوختها في بيت طيني مستأجر في "محطة" معان فمتى تتحرك حكومتنا الرشيدة إذن، وما الذي يمكن أن يُحرّكها..؟!!
وأتساءل أمام كل أركان الدولة وحكومتها ومؤسساتها ومسؤوليها: أيُّ الناس أحق بالوليمة: مثل هذه العجوز الفقيرة البائسة في محطّة معان التي تقْطر عليها خزينة الدولة بخمسة وأربعين ديناراً، وغيرها محطّات بائسة كثيرة حول المملكة لم تصلها قدم مسؤول، أم أصحاب الجيوب والكروش المنتفخة والمناصب الرفيعة في عمان ومحافظات الحظوة رجال أعمال ودولة.. شيوخاً وتجّاراً وسماسرة وكبار مسؤولين..؟! ولو كانوا رجال دولة حقاً ما وجدنا مثل ريا الخمايسي ذات المائة وأربعة عشر عاماً تعاني ألم الفقر والبؤس والحرمان.. وما تركناها تعيش كهولة منتهكة بائسة مع المرض والعجز..!!
ألا يا سادة القوم.. كفّوا عن اجتراح العدالة والنزاهة وارفعوا ألسنتكم عن حديث البؤس والتنمية، فما بعد عذابات السنين المائة والأربعة عشر ممزوجة بالقهر والفقر والحرمان من كلام أو إصغاء أو أعذار..!!!

لِمَ لَمْ تسوِّ لها البيت يا عبدالله.. سؤآل سيظل يُقلقْ ويفلقْ..!! وما من عالقة إلاّ ولها ذائقة.. شائقة أم فالقة..!!



Subaihi_99@yahoo.com