غزة – بغداد – النصر صبر ساعة

هشام عودة

تتوحدان بسخونة الدم وإرادة القتال والتصميم على انتزاع النصر، كما تتوحدان في ظلم ذوي القربى لهما، مع أنهما تخوضان معركتين تتشابهان في مواجهة الاحتلال والدفاع عن الأمة بأسرها.

الاحتلال الصفوي الفارسي للعراق، وريث الاحتلال الأميركي الغاشم وشريكه، يمثل وجه العملة الآخر للاحتلال الصهيوني الغاشم لفلسطين، والاحتلالان يتشابهان في الوحشية والجريمة التي تستهدف الوطن والشعب.
غزة وبغداد.. تعتمدان على ما تملكانه من صبر وإرادة وتصميم، محميتان بشعبهما المجاهد الذي قدم ويقدم قوافل الشهداء، في ظل صمت عربي رسمي مريب، وفي ظل تواطؤ النخب السياسية والثقافية المرتبطة بأجندة العدو وأدواته.
قبل احتلال العراق كانت غزة وأخواتها الفلسطينيات يشعرن بطمأنينة وارفة، حين كانت اليد العراقية الحانية لا تغادر مكانها الطبيعي الذي تستند إليه فلسطين، وبعد احتلال العراق صارت غزة وأخواتها الفلسطينيات يشعرن بطمأنينة أيضا، وهن يتابعن فعل المقاومة العراقية الباسلة في مطاردة الاحتلال وأذنابه، وصارت البندقية العراقية رافعة مضافة للمقاومة في فلسطين.

لن أتحدث عن حجم الحضور البهي للرئيس الشهيد صدام حسين في وجدان أهل غزة وفلسطين، فهذا يعرفه العدو قبل الصديق، لكن السياسيين والمثقفين العرب الذين باعوا أنفسهم بثمن بخس لدوائر التجسس في طهران وتل أبيب وواشنطن، هم الذين يقودون اليوم حملة التشويه التي تستهدف البندقية المقاتلة في غزة وبغداد.
النصر صبر ساعة، والنصر مرتبط بإرادة الثوار والمجاهدين، وحاضنتهم الشعبية العظيمة، وغدا سيختبئ الجواسيس في أوكارهم حين ترتفع في سماء الأمة رايات النصر المؤزر.