قائد امة
قائد أمه
بقلم الدكتور زيد الياسين
رحم الله الملك الحسين بن طلال باني النهضة الحديثة, الملك القائد الملهم الذي لا ولم يختلف شخص على الأرض بحكمته وحنكته السياسية , الشخص الذي كسب احترام أعداءه قبل أصدقائه, مما سجل في التاريخ الحديث اكبر تجمع لأكبر عدد زعماء على الكرة الأرضية حتى في وفاته ,الملك الراحل الذي أحبه جميع الأردنيون والكثير الكثير من الشعوب في العالم, حتى أن الأردن لم يعرف حينها سوى بأردن الحسين .وكلنا يتذكر دموع الأردنيين لدى عودته من المشفى .رحمه الله وطيب ثراه فقد كانت آخر خطوة اتخذها قبل وفاته هي ترتيب البيت الأردني الهاشمي وإكمال المسيرة بأردن قويا عزيزا شامخا وشوكة بحناجر العدى, فكلف ولده وفلذة كبده عبد الله الثاني بن الحسين لمعرفته التامة بإمكانات ولده غير المحدودة ,أرادها مدينة (دولة) فاضلة يحكمها الدستور, أرادها دولة للقانون والمؤسسات ,فقبل جلالته الأمانة وحمل على عاتقه استكمال المكتسبات والانجازات بفكره الشاب الفتي.
وبمسح التاريخ الأردني الحديث منذ تولى جلالته زمام الأمور يجد أن جميع كتب التكليف بلا استثناء جاءت واضحة إلا أن الحكومات المتعاقبة قد انحرفت عن المسار الذي أراده القائد وهذا سبب التغيير الكثير للحكومات حتى بات الشعب الأردني كما يقال في بعض الدول العربية الشقيقة على سبيل الدعابة يوصف بمعالي الشعب الأردني ؟؟؟؟ وهنا يجب علينا جميعا أن نقف وقفة حق ونقولها أن العيب هو بالتنفيذ والتطبيق .والمطلع عل ما يحدث على الساحة العربية من اعتصامات وثورات يلمح بوضوح الخصوصية التي يتسم بها الأردن , فكل المظاهرات تلتف حول القائد لتوصل إليه رسالة الإصلاح وان هناك خلل في تطبيق السياسات التي رسمتموها جلالتكم ولم تطبق كما أريد لها, ولأنكم النبراس والأمل لبقاء وتطور الوطن وانتم الداعمون للشارع ونبض الشارع فكل ظواهر الفساد والمحسوبية ومخلفات الجاهلية الأولى والثانية التي حاربتموها منذ البداية كان يتم تكييفها لمصلحة الوطن ويتم الالتفاف عليها تحت شعار الوطنية , وذلك لعدم وضع الرجل المناسب بالمكان المناسب . فالشارع يطلب من أصحاب القرار بكل المواقع أن يرجعوا إلى المرتكزات التي قامت عليها الدولة ويعلنون التفافهم حول القائد قلبا وقالبا والله الموفق .