إسرائيل العسكرية والرضى الشعبي عن القيادات الفلسطينية


تشهد الأحداث على الساحة الفلسطينية خط ساخن من المواجهات ويرافقه العديد من التحليلات والتوجهات بين مؤيدين ومعارضين للسلطة الفلسطينية وقياداتها بشكل عام ...وكأن المحور الأساسي في تحليلاتنا السياسية للمشهد الدراماتيكي العربي يبقى دائما مختزلا في إطار الخلاف على القيادات وقياس مدى الرضى الشعبي عن قرارات الحكومات المتعاقبة ...تحليلا متميزا بعدم البعد والحيادية لدراسة الواقع العسكري لدولتين قد لا اعترف بإحداهما لكنهما موجودتان على أرض الواقع ومتصارعتان على البقاء بشكل حاد ومستمر ...
فإن نظرنا لما يحدث بحيادية تامة منذ عملية الخطف التي على الأرجح أنها مفتعلة من قبل إسرائيل ...وإن إعتبرناه أنه السيناريو الأقرب غلى الواقع بسبب ما تبعه من تصعيد على ساحة الأحداث ...نرى أن إسرائيل تحتاج من وقت إلى أخر إلى خوض حرب حقيقية على ارض الواقع لتختبر قدراتها وإمكانياتها العسكرية سواء التدريبية أو التقنية وقياس مدى حاجتها لتطويرها ونقاط ضعفها ...ولا يتم لها ذلك إلا من خلال حرب حقيقية تفتعلها بنفسها ...وتبدأ هي بإطلاق شرارتها الاولى متعذرة بسبب دفاعي ومبرر قوي لها حتى لا تقع بمازق أنقلاب الساحة الدولية ضد جولتها ...متغطية بغطاء الدفاع عن النفس وحماية أفراد شعبها هذا من جانب ..
ومن جانب أخر تستطيع من خلال إحداث حرب أو مواجهة حقيقية ومفتعل مع القوى الفلسطينية الكشف عن الحلفاء الجدد للمقاومة الفلسطينية والجهات التي ستقدم يد المساعدة والمساندة للطرف الفلسطيني لتدرس إمكانيات شرائه وتحويله إلى حليف إستراتيجي لها على المدى المتوسط ...وقياس مدى قوة ومتانة تحالفاتها العسكرية مع حلفاء العرب الامس حلفاء إسرائيل اليوم ...ومدى إلتزام تلك الأطراف المتحالفة عسكريا مع إسرائيل من عدم نقض التحالفات والعهود أثناء وجود إشتباك حقيقي وعدم دعمهم للمقاومة من جديد أثناء صدام مسلح بين الجانبين الإسرائيلي – الفلسطيني ...
وخاصة الجانب الروسي الحليف القديم للقضايا العربية والذي أعتبر لعقود طويلة حليف قوي للعرب بشكل عام وللمقاومة الفلسطينية بشكل خاص ...وأصبح الآن الحليف العسكري لإسرائيل ...إضافة إلى الحلف العسكري التركي – الإسرائيلي الذي أعتبر حليف للمقاومة في فترات ما وخاصة بعد حادثة سفينة الحرية ليصبح اليوم حليفا لإسرائيل وغير قادر على التقدم لنصرة القضية أو مساندتها بأي شكل من الأشكال ...
وبذلك توضع على طاولة الأولويات الإسرائيلية إمكانية التحالف الإيراني – الإسرائيلي في حال عجزت إسرائيل عن السيطرة على زمام الأمور وفتحت ضدها جبهتين عسكريتين تطال العمق الإسرائيلي شمالية بقيادة حزب الله ايران ...وجنوبية بقيادة حماس ايران ...ساعية إسرائيل من جانبها للحفاظ على بقائها والعودة إلى الهدنة والمفاوضات وإحلال الإستسلام والسلام في المنطقة بعد أن تفقد الطرف العربي حليفه الحالي الوحيد هذه أحد السيناريوهات ...أو تثبت لنفسها أنها قادرة على مواجهة كافة الأطراف وعدم الحاجة الى التحالف مع إيران وإعتبارها طرف غير مؤثر على وجودها وبقائها