الموقف الأردني أقل من الخجول

عمر عياصرة
 
يعتبر موقف الدولة الأردنية الرسمي من العدوان الإسرائيلي على غزة خجولا ولا يرقى لمستوى الحدث او الى طبيعة تأثيراته على الساحة الوطنية الأردنية.
لقد اكتفت الحكومة ببيان إدانة ورقي مطبوع بحبر «رفع العتب»، لا يرقى لمستوى مفهوم التصعيد اللفظي ناهيك عن تصعيد من أي نوع محتمل.الناس في البلد غاضبة من العدوان على غزة وهذا الغضب سيتصاعد مع سقوط كل شهيد هناك في المعركة، وهنا لابد من الانتباه الى ان الرسمي يجب أن يواكب الشعبي حتى لا تختل المعادلة ونقع ببعض المحظور.
نتذكر ما كان في أزمة الخليج عام 1990 حيث انسجم الخطاب الرسمي مع الغضبة الشعبية، فخرجنا سالمين غانمين دون خسائر على جبهتنا الداخلية.
هذه التجربة لم تدركها الدولة قبل يومين أمام مسجد الكالوتي حيث ضرب الشباب المعتصم وسحلوا، ما جعلنا نشعر بالاسى والغضب والقلق من استحقاق قادم الايام.
المطلوب ان يدرك جميع أطراف المعادلة في البلد ان العدوان على غزة أمر يختلف عن الازمات الاخرى في سوريا والعراق، وان انطلاق انتفاضة محتملة في الضفة لن يعالج آثاره الا تغيير في اللغة الرسمية على كل الصعد.
لم يعد الناس مقتنعين بقدرتهم على اجبار الدولة على طرد سفير او استدعاء سفيرنا، لكنهم لا يريدون في الحد الادنى من دولتهم ان تمنعهم او تقمعهم في حال عبروا عن مشاعر قومية في الشارع او في غيره.
لا أدري كيف يفكر الرسمي حين يريد منعنا من الصراخ الوطني؟ أيريد ان نجلس في غرف النوم نندب عجزنا فنموت قهرا؟ وهنا نقول تريثوا يا عقلاء الدولة ودعونا نتعاون على العبور جميعا.