جمعة النكد

جمعة النكد

 

جمعة الغضب وجمعة الكرامة وجمعة الرحيل وجمعة التحرير وجمعة الحشد والجمعة الأخيرة وما زلنا نقلب الريموت من (العربية) إلى (الجزيرة) نبحث عن الراحل الجديد..

 

مطالب بالإقالة ومطالب بالإصلاح ومطالب بالمحاكمة ومطالب بالإسقاط ومطالب بكل شيء والصورة العامة توحي أخيرا بالمطالبة بفتح باب الجنة بلا حساب..

 

ضحايا بالقصف وضحايا بالغاز وضحايا بالهراوات وضحايا بالرصاص المطاطي وضحايا بالرصاص الحي وآخر الضحايا مات كمدا وهو يبحث عن جلاد..

 

شو في؟

 

الأسطول الأمريكي في البحر الأبيض المتوسط بكل طواقمه، السفن الإيرانية أوصلت الحمولة لحزب الله وفوهات مدافعها على البحرين، والعدو الصهيوني أكمل المناورات النووية في صحراء النقب واذرعها وصلت حتى موريتانيا، وقوات البشمركة تتكوم فوق جبال الأمانوس وعينها على الموصل والطائرات الأمريكية في الدوحة شغلت المحركات.. وما زالت قوات الأمن العربية تطارد مشعلي النار في الإطارات.

 

تحرير البريقة ،احتلال درنة، والثوار في قصبة تونس وميدان التحرير يشتعل طربا وعدن أصحبت بيد الشعب، والمسجد الحسيني ما زال منطقة محايدة، واتفاقيات هدنة في المنامة .. ونحن لا وقت لدينا لنرى أن هيكل سليمان أصبح على مرمى حجر والقدس أصبحت من المستحيلات السبعة وأن (ديفيد) يفتح صنابير الغاز من الدوحة فيسري في شرايين مصانع (تل أبيب) والحاكم بأمر الله في حارات الضاحية الجنوبية يخطط ليوم عاشوراء في الصعيد.

 

شو في؟

 

هل مات الغول الذي سكن فينا عقود طويلة فجأة واصحبنا جميعا نرى عورات الحكومات بعدما صحوة من ليلة ماجنة كنا فيها سبايا ولم نمنح درجة العبيد حتى.. ؟! ربما أكثر من ذلك.. ولكن من ادخل غيلان الفوضى إلى مضاجعنا وجعل (خليل وسليم وعدنان) ليس من (جماعتنا) وأن علينا تحرير صنعاء من قبائل بني تغلب قبل صلاة الجمعة في مراتعنا..؟

 

شو في؟

 

في الجمعة السابعة والعشرين أو الخامسة والثلاثين القادمة سنبقى ربما مائة دولة عربية تحكمها ألف قبيلة وفيها أربعمائة حاكم عربي ربما كلهم أولياء بررة.. ولكن لن نحفظ أسماؤهم فسيرحل أولهم في (جمعة النكد) وسيقتل آخرهم في ثورة البقدونس الذي سيفتح في جناين الكوسا.

 

في السابق كان يجمعنا كل شيء فالخوف على الوحدة كان قاسما مشتركا والجوع كان بعبعا عربيا خالصا والقهر كان لا يختلف لونه من مدينة لأخرى.. والآن لا يجمعنا سوى قناة الجزيرة من الساعة السابعة صباحا ولغاية السابعة صباحا وحسب جنون القذافي ومزاج وضاح خنفر في قناة الجزيرة.

 

أنا مع خلع نفسي حتى من لقب (راجل) البيت وتسليمه لأولادي ولكن يجب أن اعرف شو في؟، ولماذا الآن؟، ومن يتعربش سطح البيت من الجيران؟، ومن يقف على الشبابيك يغني لتعدد الأحزان ويطالب بإطلاق سراح القط الأحول الذي يساهم في تدوير مخلفات الطعام؟

 

   

 

                                                                             جرير خلف