هل تهتم مدارسنا في اكساب الطفل الذكاء الوجداني

يعد الذكاء الوجداني حجر الاساس الذي تبنى عليه كافة أنواع الذكاءات الاخرى، لأنه الاكثر اسهاما في النجاح في الحياة، فالأفراد الذين لديهم القدرة على السيطرة على انفعالاتهم اكثر قدرة على التعلم والتفوق، وينتمي موضوع الذكاء الوجداني الى حركة علم النفس الايجابي التي تهتم بالدراسات العلمية التي تهدف اى اكتشاف الطرق المؤدية الى تفعيل قوى الانسان في اتجاه الابداع في العمل والنجاح في العلاقات الاجتماعية .
ولأن الذكاء الوجداني يعد جانبا هاما من جوانب الشخصية الانسانية فمن المهم تتبع هذا الجانب خلال مراحل حياة الانسان، ولعل من المنطقي أن يكون البدء من مرحلة ذات صفة تكوينية تأسيسية في حياة الفرد وهي مرحلة الطفولة المبكرة، والتي تعتبر من أهم مراحل حياة الانسان، ففيها تنمو قدراته وتتضح مواهبه، ويكون الطفل قابلا للتشكيل والتغيير وفيها ينمو الطفل اجتماعيا ونفسيا وعقليا وجسمانيا وانفعاليا.
وتظهر بدايات هذا النوع من الذكاء منذ الصغر حيث يولد الطفل ببعض الانفعالات الاساسية مثل الابتسام والضحك والحزن والغضب أما باقي الانفعالات متعلمة من خلال الملاحظة والمحاكاة وتتطور من احساسات فسيولوجية الى معارف وسلوك بناء على تقدير الموقف، ويبدأ تكوين الذكاء الانفعالي لدى الطفل في مرحلة مبكرة من العمر لذا ينبغي مراعاة البعد الانفعالي في التعامل مع الاطفال في الأسرة والمدرسة بدءا من مرحلة رياض الأطفال.
وأهم ما يميز الذكاء العاطفي أنه يمكن تعلمة واكتسابه في أي عمر حيث يمكن تعليم الأطفال كيفية ادارة انفعالاتهم مثل انفعال الغضب والمشاعر الحزينة وكيفية التعاطف.
ولكي ينمو الطفل عاطفيا بشكل سليم يجب مساعدته على تنمية مهارات: الشعور بالأمان في الروضة، وتكوين اتجاهات نحو الاحساس بالثقة والاستقلال الذاتي وأخذ المبادرة، ومواجهته بحقيقة مشاعره وتعليمه الطرق المناسبة للتحكم بها، ومواجهة الواقع وايجاد طرقا لحماية الذات العاطفية، وتعلم استخدام اللعب والمواد الابتكارية للتغلب على المشكلات العاطفية، والبدء في تعليم الطفل التعاطف مع الأخرين.
وتعتبر الأنشطة الفنية من الجوانب التي تعمل على تربية الطفل ، أي أنها تهتم بتربية الجانب الوجداني فيه، هذا الجانب لا يقل عن باقي الجوانب الاخرى التي تشكل التربية، ذلك أن لعملية الخلق الفني عند الطفل قيمة كبرى في التنفيس عن الكبت الانفعالي اذ يساعده على التخلص من التوترات وان تكون له شخصية متزنة ، وتعتبر ممارسة الطفل تجعله عضوا مؤثرا في البيئة المحيطة به، فالفن وسيلة غير مباشرة لتكيف الطفل فعن طريقها نستدل على مدى توافق الطفل الحركي والنفسي والوجداني.
فمن أهداف الانشطة الفنية: تنمية الناحية العاطفية والوجدانية للطفل، وحسن استخدام الطفل لحواسه المختلفة، والتنفيس عن الانفعالات، وتأكيد الذات والشعورية، وتنمية المهارات التقنية واليدوية لطفل الروضة، ملىء أوقات الفراغ بشكل مثمر ونافع.
ونأتي للتساؤل المهم هل تهتم رياض الاطفال في مدارسنا في تنمية وبناء وتشكيل واكتساب الاطفال الذكاء الوجداني