لكنّ غزّة لا تخشى هدير البجر !

الشهر الفضيل له في غزة هاشم نكهةٌ خاصة ... شهر الفتح والصمود والجهاد والتضحية ... اياما معدودات يشهدها ابناء غزة المرابطون ...القابضون على الجمر الصابرون على الباساء والضراء والثابتون على الحقّ حين البأس في زمن عزّ فيه الثبات وشحّت فيه الشجاعة والبطولة والتضحية ... في زمنٍ تناثرت به شراذم الاعرابٍ بؤساً وتفرقاً على انغام حوافر داحس والغبراء تروح وتغدوا فوق رمال العرب اللاهبة في شهر تموز في الفيحاء ... وحلب .... في دمياط والفسطاط وبين مياه الرافدين اعرابٌ يمارسون لعبةً طالما عرفوا انها انما وجدت على هذه الارض لتقسيمها وتفتيتها فيعضّ بعضهم اصابع بعضٍ وعندما يتناها الى سمعهم صوت الطائرات تقصف وتقتل الاهل والابناء في غزة هاشم يضعون اصابعهم في اذانهم ... يكممون الافواه على ابصارهم غشاوةً فاصبحوا كالابل لا ترى عوج رقابها .

لكم الله يا ابناء غزة ... تفطرون على صوت المدافع والصورايخ وازيز الطائرات تقتل وتدمر ...على مرأى من العالم الصامت عن قول الحقّ ... تتسحرون على شظايا قنابل الموت القادم من ابراج يهوذا والسامرة ... فتقيمون ليلاً عربيا طويلا لا ينجلي بصبحٍ قريبٍ وكيف له ان ينجلي ولاعراب يغطّون في موتٍ عميقٍ لا تقدرحتى طائرات ومدافع بني اسرائيل ان توقظهم منه ... فقد ضربت اطماع السلطة الخادعة والجاه الوهمي على اذانهم وقراً وغلفت اوهام دول الطوائف قلوبهم والعقول بستارمن حديدٍ كلٌّ بما لديه فرحٌ يحاول ملكاً او يموت فيعذرا .

غزّة يا جارة البحر ... صامدةً لا تراوحين مكانك ... وما ضاركٍ يوما موجه العالي غزة يا امّ الصامدين قبالة الاقصى رغم الجراح الدامية ورغم خذلان الاهل وذوي القربى ... غزة يا اخت الصابرين في الباساء والضراء ما جفّت جراحهم الفائتة حتى داهمتهم جراحٌ لها في القلب عمقُ غزّة يا ليلى تغنّى بها العشاق على اضواء لهيب النيران فعلا لا قولا فجعلوا من دمائهم حنّاء تزيّن بها يديها والجدائل غزة يا حرة عربية ابى رجالها الا ان تتزين باكليل من غار ومن اشلاءٍ تبعثرت على ترابها الغالي بلون الدم وريح المسكٍ تحكي على مرّ التاريخ قصّة الارض التي تدر عسلا ولبنا مع القراصنة وشذاذ الافاق لكنّ غزة ما خشيت يوماً هدير البحر ولن تخشى .

في هذا الشهر تنسجُ حرائر غزّة الاكفان وتبكي حماها المستباح على مرأى ومسمعٍ من شيوخ الاعراب شرقا وغربا ... في هذا الشهر تنظم حرائر غزّة المراثي لان غزّة لا بواكي لها في شهر رمضان وعلى هدير البحر الهائجٍ تلقي غزّة بخمارها الوردي لتكشف عن جدائل حمرٍ مضرجةٍ بالدماء الزكيةٍ وحولها فتيتها غرّ صباحٍ يهزجون ... هبّت النار والبارودٍ غنّى ... اطلب شباب يا وطن وتمنّى

صالح ابراهيم القلاب