النفط يتراجع متأثرا بأنباء خطة السلام في ليبيا
هبط النفط بما يزيد على ثلاثة دولارات للبرميل أمس بعد أن قال عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية إن خطة لإحلال السلام في ليبيا اقترحها الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز قيد الدراسة.
وتراجع خام القياس الأوروبي مزيج برنت الى 09ر113 دولار للبرميل منخفضا أكثر من ثلاثة دولارات أثناء الجلسة قبل أن يتعافى مقتربا من 115 دولارا للبرميل.
وهبط الخام الأميركي الخفيف 15ر1 دولار الى 08ر101 دولار بعد أن بلغ 94ر102 دولار. واستقر عند التسوية أول من أمس عند 23ر102 دولار للبرميل متجاوزا 100 دولار للمرة الأولى منذ أيلول (سبتمبر) 2008.
وقالت قناة الجزيرة الفضائية في وقت سابق إن الخطة تتضمن إرسال بعثة من أميركا اللاتينية وأوروبا والشرق الأوسط الى ليبيا لمحاولة التوصل الى حل للأزمة بين الزعيم الليبي معمر القذافي والثوار.
وقال بن وستمور خبير السلع الأولية لدى ناشونال استراليا بنك "إذا كان هناك حل يراه السوق واقعيا فان ذلك سيشكل ضغطا على الأسعار".
واجتاحت الثورة ليبيا التي تحتل المركز 12 بين أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم وتسببت في وقف نحو نصف إنتاجها النفطي البالغ 6ر1 مليون برميل يوميا.
وأدت المخاوف من أن تسبب الثورة مزيدا من الانقطاعات في الإنتاج الليبي من النفط ومن اتساع الاحتجاجات في المنطقة لتعطل إمدادات من دول منتجة رئيسية أخرى الى دفع أسعار النفط للصعود لأعلى مستوى في عامين ونصف العام. وارتفع خام برنت مقتربا من 120 دولارا للبرميل في 24 شباط (فبراير).
الى ذلك، قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة بوبوا تاناكي في وارسو إن المملكة العربية السعودية قادرة على تعويض أي نقص نفطي في السوق العالمية بسبب الاضطرابات في ليبيا.
وقال تاناكي للصحافيين إن السعودية "يمكن ان تعوض أي نقص مهما كان حجمه. حتى إذا أوقفت ليبيا تماما صادرتها (...) فالسعودية تستطيع تعويض الفاقد لتلبية الطلب على النفط".
وقد أدت الانتفاضة الشعبية على العقيد معمر القذافي الى وقف الإنتاج النفطي في ليبيا الذي يبلغ في الأوقات العادية نحو 1,6 مليون برميل يوميا.
ويصدر نحو 85 % من هذا الإنتاج الى أوروبا وفقا للوكالة الدولية للطاقة.
وكانت السعودية، أكبر منتج للنفط في أوبك، تعهدت الاثنين بضمان استقرار السوق.
وأوضح تاناكي ان "الوضع الحالي مختلف عن وضع العام 2008 حين بلغ سعر البرميل 147 دولارا لان لدينا قدرات تعويضية في دول مثل السعودية".
الا ان رئيس الوكالة الدولية للطاقة أعرب عن قلقه بشأن أسعار النفط التي تدور حول مائة دولار للبرميل في الأسواق التي أثرت عليها موجة الانتفاضات الشعبية في الدول المنتجة للنفط.
وقال تاناكي "نشعر بالقلق لما يحدث في شمال أفريقيا والشرق الأوسط. واحتمال وقف الإنتاج يثير القلق الشديد في الأسواق".
وحذر من الانعكاسات الاقتصادية، وخصوصا على الاقتصاديات الناشئة، إذا استمر السعر الحالي للنفط طوال العام 2011.
وقال "إذا استمر سعر النفط على مائة دولار حتى آخر العام فان ذلك سيجعل الانتعاش الاقتصادي أكثر صعوبة وخصوصا بالنسبة للاقتصاديات الناشئة".
وفي سياق آخر، قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية اليوم الأربعاء إن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام في مركز كوشينج لتسليم عقود نايمكس باوكلاهوما زادت أكثر من مليون برميل الأسبوع الماضي لتسجل مستوى قياسيا مرتفعا.
وقالت الإدارة في تقريرها الأسبوع ان مخزونات الخام في كوشينج زادت 13ر1 مليون برميل الى 57ر38 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 25 من شباط (فبراير). وكان المستوى القياسي السابق للمخزونات في كوشينج سجل في الأسبوع المنتهي في 28 من كانون الثاني (يناير) وبلغ 33ر38 مليون برميل.