نقص العمالة المحلية يدفع القطاع السياحي لطلب "الأيدي الأجنبية"
يشكو أصحاب مؤسسات فندقية وسياحية من ندرة وقلة العمالة المحلية المؤهلة لسد حاجة القطاع السياحي، مع ازدياد الطلب في الآونة الأخيرة على العمالة الأجنبية في هذا القطاع.
وأشار هؤلاء إلى محدودية عدد المتقدمين من الخريجين وأصحاب الخبرات التي لا تلبي حاجات هذا القطاع المتنامي، الأمر الذي أدى إلى البحث عن كفاءات ومهارات من مصادر غير محلية.
وبين عميد كلية الملكة رانيا العبدالله في الجامعة الهاشمية الدكتور محمد وهيب، في حديث لـ"الغد"، أن عدد الخريجين من مختلف تخصصات القطاع السياحي منذ افتتاح الكلية يقارب 2000 خريج، وقد تم انخراطهم في سوق العمل في وقت قياسي مقارنة بالخريجين من مختلف التخصصات الأخرى.
وأضاف وهيب أن عدد المنتسبين للكلية يقارب 750 منتسبا سنويا موزعين على مختلف القطاعات السياحية من إدارة الموارد التراثية والإرشاد السياحي والفندقة وغيرها من التخصصات المطلوبة على مستويات متباينة في سوق العمل.
وطالب وهيب وزارة السياحة أن تتبنى عددا من الجمعيات المعنية في هذا القطاع، التي من دورها تعزيز الوعي والإرشاد، في محاولة لسد النقص في أعداد العاملين، وخصوصا في بعض المناطق وليس فقط في محافظتي العاصمة والعقبة، حيث تزداد أعداد خريجي تخصصات القطاع السياحي، في حين تشكو بعض المناطق السياحية والأثرية في المملكة من نقص في أعداد المتقدمين للعمل في هذا المجال.
من جهته، قال مدير التوظيف في إحدى الشركات السياحية نصار نصار "إن نقص الموارد الداخلية لتغطية الطلب المتزايد على الموظفين من حملة الشهادات والخبرات في المجال السياحي، أدى الى اضطرار الشركة في العديد من المناسبات الى استقدام العمالة من دول محيطة لتغطية هذا النقص، الأمر الذي يزيد من تكلفة التشغيل على مستوى الشركة مع التأثير سلبا على الاقتصاد الوطني والاستفادة من الأيدي العاملة المحلية".
ونوه نصار إلى ضرورة "اتخاذ إجراءات إرشادية للمتخصصين في هذا المجال، والذين من شأنهم توجيه القوى العاملة من الخريجين الجدد وأصحاب الكفاءات العاطلين عن العمل، ليكون لهم دور فاعل في زيادة سرعة عجلة النمو في قطاع السياحة الذي لم يقدم سوى نصف العطاء المتوقع منه".
الطالب عمر الكسواني بين أن "تجنب الطلاب اختيار بعض المجالات في القطاع السياحي يعود إلى غياب الضمانات المستقبلية وعدم وجود نقابة للأدلاء السياحيين، الأمر الذي جعل الطلاب يتوجهون الى مجالات أخرى".
من جهته، قال مستشار وزيرة السياحة والآثار هشام العبادي "إن سرعة عجلة النمو في القطاع السياحي في ازدياد مستمر، وعليه، فإن الوزارة تسعى لتشجيع الأشخاص المنتسبين للكليات والمعاهد، من خلال التواصل الدائم مع الجمعيات ومراكز التدريب المهني في مختلف المحافظات".
وأضاف العبادي "أن الوزارة تعمل جاهدة للوقوف على حاجة القطاع من العمالة المحلية وتقديم النصائح والتوجيهات، التي من شأنها أن ترشد سكان هذه المناطق السياحية إلى أفضل السبل لاستغلال فرص العمل المتاحة".