عدّ الشهداء وعدّ أهداف المباراة
على وجعٍ مقيمٍ تقف غزّة الآن؛ ليست شامخة؛ فالشموخ كلمة رديئة جدا جدا أمام العلو والسمو الذي هي به ..لله درّها و درّ أرضها و سمائها .. لله كم هي غير ..كم هي ولاّدة عن جد و جد الجد ..في الوقت الذي تذهب البلاد الأخرى إلى طبيب الأرحام لتقطع صلتها بالأرحام و تتوقف عن انجاب المقاومة .
في الوقت الذي كانت غزّة تتفعفل بدمائها ولا تئن ..كانت غاضبة ولا تصرخ ..كانت تقاوم المحتل ..كان بقيّة العرب المراهقين يفركون أيديهم ويتساءلون : هل يتزوج أبو عصام حكيم باب حارتنا العائد من الموت بمعجزة اخراجية سخيفة ..أم لا يتزوج ..؟ يتركون غزّة ترفع عقيرتها وحدها في وجه اللقيطة اسرائيل و زعيم باب حارتنا يفعلها و يتزوج من الجاسوسة ..
وفي الوقت الذي كانت غزّة ترسل لنا بأعداد شهدائها وأسمائهم واحداً تلو الآخر ..لم يستلم كثير منّا شيئاً لأن هذا الكثير كان تائهاً في شوارعنا العربية كالمجنون بحثاً عن مقهى أو كوفي شوب أو صديق ليذهب إليه يعدّ عنده أهداف ألمانيا في البرازيل ..وكأن هذه الشعوب المهزومة عدّ الأهداف الكرويّة أهم لديها من عدّ الشهداء ..و حين تقصف اسرائيل و يعلو تصفيق الجماهير العربيّة ؛ يختلط حينها على الحليم الأمر ..ويظنّ أن الجماهير حظيت بالجنسية الاسرائيلية..
يا الهي..العجز كل أدواتي الآن ..أضيع بين نظام عربي لا يريد أن يستفيق ..وشعوب عربيّة تريد أن تتحرر ولكنها تؤجّل كل مشاريع تحرّرها إلى ما بعد انتهاء جميع المسلسلات المعروضة على كل الفضائيات و بعد أن تعلن الفيفا رسميا الغاء كرة القدم وأنها لم تعد موجودة ..
يا رب ..غزّة لديك ..ومن لديك لا يضيع ..أما نحن فضائعون ضائعون ضائعون ..
kamelnsirat@yahoo.com