الباشا حسين المجالي يرد على رسالة الملك حول موقف الامن العام من المظاهرات

تلقى جلالة الملك عبدالله الثاني رسالة اليوم الخميس، من مدير الأمن العام الفريق الركن حسين هزاع المجالي، ردا على الرسالة التي كان جلالته وجهها يوم أمس إلى مدير الأمن العام، وأكد فيها أن منتسبي جهاز الأمن العام كانوا العين الساهرة التي حرست بهمتها ومهنيتها المسيرات السلمية التي جرت خلال الأسابيع الماضية.

وقال الفريق الركن المجالي في رسالته "بتوجيهات من جلالتكم سنمضي قدما في تطوير جهاز الأمن العام، كي نكون قادرين على مواكبة المتغيرات والظروف من حولنا، وكي نكون قادرين على أداء واجباتنا وفق أسس ومعايير مهنية وأخلاقية، واضعين كرامة الإنسان في سلم أولوياتنا، ومصالح الوطن العليا فوق كل اعتبارات".

وفيما يلي نص الرسالة: صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية – أعز الله ملكه- سيدي ومولاي المعظم، بقلوب مفعمة بمحبتكم، وعامرة بالولاء لعرشكم الهاشمي، تلقينا في جهاز الأمن العام بسعادة غامرة، ثقتكم بمنتسبي هذا الجهاز الذي كان وما زال وسيبقى عند حسن ظنكم يا مولاي، وموضع عهدكم به جهازا يأبى إلا أن يسير على خطى الهاشميين الأخيار، وأن يستلهم من عزائمهم وشيمهم الأصيلة، مبادئ الحق والخير والقيم الفاضلة، التي أنارت لنا وللأردنيين الطريق نحو المزيد من العزة والرفعة والمنعة، ليبقى هذا الوطن ملاذا آمنا تقر به عيون الأمهات والأطفال، ويطمئن به قلبكم الكبير العامر بحب وطنه وشعبه، وبحب أبنائه جهاز الأمن العام، أصحاب الهامات المرفوعة، والهمم العالية والسواعد المعطاءة، والقلوب الكبيرة والمشاعر الجياشة بحبكم يا مولاي، وبحب هذا الوطن والسهر على أمن مواطنيه.

مولاي جلالة القائد الأعلى، من أخلاق آل هاشم، وبتوجيهات حكيمة من لدنكم يا مولاي، نستمد العزم والتصميم على السير قدما، في أدائنا لمهامنا الإنسانية، ولواجباتنا ولرسالتنا السامية، شعارنا اللين والتسامح في التعامل مع المواطنين، والحزم مع الخارجين عن القانون، نقف على مسافة واحدة منهم جميعا، ونحرص كل الحرص، كما هو حرصكم – يا مولاي – على تمكين المواطن من ممارسة دوره وحقه في التعبير عن آرائه بالأساليب الحضارية والوسائل السلمية، يدفعنا في أداء واجباتنا إيماننا بالولاء لعرشكم الهاشمي وللوطن وللواجب الذي أقسمنا عليه، وبالأمانة التي رضينا بحملها شرفا عظيما ليبقى رجال الأمن العام درعا يحمي الوطن ويذود عنه بالمهج والأرواح، ويحمي كرامة وعزة المواطن ويصون حقوقه في إطار من احترام وتطبيق القانون.

مولاي المعظم، إن رسالة جلالتكم بما حملته من معان نبيلة وأخلاق حميدة، تدل على طيب خلقكم، وسعة صدركم، ونبل مواقفكم وعظيم حبكم لنا جميعا، تلك الرسالة التي أثلجت صدورنا وأشاعت في نفوسنا الإحساس العميق بعظيم المسؤولية، وجسامة الواجب المناط بنا، وما هي إلا نبراس لنا، وتاج يزين هاماتنا وجباهنا، ووسام نرصع به صدورنا، ودافع لنا نحو مزيد من البذل والعطاء، والاحتراف في أداء الواجب بمهنية عالية، وبأعلى درجات الاحترام للمواطنين، ووفقا لمبادئ الشفافية والنزاهة واحترام حقوق الإنسان.

مولاي المعظم، بتوجيهات من جلالتكم سنمضي قدما في تطوير جهاز الأمن العام، كي نكون قادرين على مواكبة المتغيرات والظروف من حولنا، وكي نكون قادرين على أداء واجباتنا وفق أسس ومعايير مهنية وأخلاقية، واضعين كرامة الإنسان في سلم أولوياتنا، ومصالح الوطن العليا فوق كل اعتبارات، ونحرص كل الحرص – يا مولاي- على الوصول بالعلاقة بيننا وبين إخواننا من أبناء هذا الوطن إلى مستوى الشراكة الحقيقية الفاعلة والتكامل بين أطراف المعادلة الأمنية ليكون لكل مواطن دوره المأمول منه في أمن واستقرار هذا الوطن، وفي إطار المواطنة الصالحة والانتماء بالفعل والقول لكل ذرة من ترابه الغالي.

مولاي المعظم، سنبقى آذانا صاغية، وعقولنا مفتوحة لتوجيهات جلالتكم، وسيبقى هذا الوطن عزيزا شامخا بعزمكم ومضائكم، وبهمة أبنائه الطيبين، وإننا نعاهدكم بأن نبقى الأوفياء لأماناتنا ولرسالتنا السامية، وعند حسن ظنكم، ومحط ثقتكم وآمالكم، سائلين الله أن يكلأكم بعين رعايته، وأن يحفظكم ويسدد على دروب الخير خطاكم، وأن يحفظ على الأردن أمنه واستقراره في ظل قيادتكم الهاشمية الحكيمة.