مبنى التلفزيون الأردني
أمس كنت متجها لسحاب , ومررت بجانب التلفزيون , وبإعتقادي أن المساحة التي يقع عليها مبنى التلفزيون ومبنى الإذاعة وملحقاتهما ... بعبارة أخرى أكبر مؤسسة في الأردن من حيث المساحة هي التلفزيون الأردني , ولو أجرينا حسبة للمباني والأراضي والموجودات سنكتشف أن ثمنها كبير جدا .
التلفزيون الأردني لو باع جزءا من الأرض التي يقع عليها , سيستطيع حتما أن يشتري مبنى كاملا في منطقة العبدلي (البوليفار) وسيكون بمقدوره أن يتحول للبث الرقمي , وسيبني إستوديوهات فخمة , وسيؤسس نظاما إداريا خاصا بموظفيه , وربما سيكون بمقدوره أن يصدر صحيفة يومية ...
القصة بإختصار أن أزمات التلفزيون الأردني الحالية الهندسية وأجهزة البث , ليست مرتبطة بسوء الإدارة ولا بكفاءة العاملين هناك ..هي مرتبطة بشيء واحد وهو الإمكانات المادية ومادام أن مؤسسة ضخمة مثل البي بي سي تشغل مبنى عاديا وسط لندن وتركت مبناها القديم قبل عام, ومؤسسة ضخمة وكبيرة مثل (الأم بي سي) تشغل هي الأخرى مبنى عاديا بالنسبة لبقية المباني في دبي ..فما حاجة التلفزيون الأردني إلى هذا الحجم الهائل من الأرض والمباني ناهيك عن أنه يقع في أطراف العاصمة وليس وسطها , في حين أن كل الإذاعات ومحطات البث أصبح تجمعها وسط العاصمة .
ونسأل احيانا لماذا حين يذهب الأردني إلى الجزيرة أو العربية ...يبدع ويصبح مهما سواء كان مذيعا أو فنيا ..السبب بسيط هو الإمكانات المادية الهائلة والتقنيات الحديثة التي توفرها هذه المؤسسات في حين أن التلفزيون الأردني لم يتغير إستديو الأخبار فيه منذ أعوام طويلة .
وفكرة بيع مباني القيادة في العبدلي في أولها لاقت إستهجانا ورفضا من الناس بل أن البعض ذهب إلى القول بأن الوطن قد بيع , ولكن تبين فيما بعد أن المشروع بشكله وبقيمته وبما اضافه لعمان قد حقق غاية مهمة ...تجاوزت منطق النقد.
أظن أن التلفزيون لم يعد يحتاج لكل هذه المساحات الهائلة , هو يحتاج لتقنيات متقدمة فقط ....وأفكار خلاقة , والتفكير بتغيير موقعه , والتخلي عن كل هذه المساحات من الأراضي بات أمرا ملحا .