عندما تقامر زوجة مسؤول

المسألة لا تحتاج إلى تلميحات، والمقصود ما جرى لزوجة مسؤول عماني بوزارة الخارجية رفعت قضية على فندق في لندن لسماحه لها بلعب القمار فخسرت ما يعادل مليوني دينار في ليلة واحدة. ومن يريد مزيدا من التفاصيل «فليجوجل» (أي يبحث بوساطة الحاج جوجل أو غوغل).

وقال مدير الفندق في شهادته أمام المحكمة أن السيدة «نورة» زبونة جيدة منذ عدة سنوات!

إذا كانت هذه السيدة على مستوى زوجة امين عام وزارة تفعل ذلك فماذا تبقى لزوجات الوزراء ورؤساء الوزراء؟.

في لندن قصص عجيبة غريبة تسمعها عن المسؤولين العرب مع ما يبذلون من جهود لجعل تحركاتهم «أسرارا عسكرية» إلا أن لندن كقرية صغيرة هناك من يتبرع دائما لإخبارك بالمعلومات.

وفي المرات القليلة التي زرت لندن فيها (خمس مرات منها مرتان لعدة أشهر) رأيت وسمعت قصص «عربان» مسؤولين وغير مسؤولين لكن أغنياء وغزواتهم للبارات وملحقاتها ما تشكل أكبر شاحن لأتباع «داعش» حتى في بريطانيا.

كما تلعب المصادفة دورا كبيرا في الحصول على معلومات من كل نوع خاصة من الصحافيين البريطانيين. وكثيرا ما نصحت الزملاء بضرورة زيارة لندن لأنني اعتبرها عقل الرأسمالية وواشنطن عضلاتها. وقبل اربعمئة وخمسين سنة تاسس أول كرسي لدراسة اللغة العربية في جامعة كمبردج ثم حذت أكسفورد حذوها.

والجميع يعرفون الدور الكبير الذي لعبته لندن في التاريخ العربي وما زالت (الذي ما زلنا ندفع ثمنه حتى الآن). ومن يزر الأرشيف البريطاني يجد ملايين الوثائق تساعده على فهم ما جرى وما يجري حاليا.

تخيلوا لو أن وزير الخارجية بلفور (غمَّق الله له) عام 1917 اقتنع بفكرة تأسيس دولة يهودية في الأحساء شرق السعودية حاليا وسيطر اليهود على نفط المنطقة! (كما كشفت وثيقة تم نشرها على موقع الأرشيف الوطني البريطاني). لو حدث ذلك لقاموا بتركيع العالم.

بدأنا بالقمار وانهينا بالتاريخ ومن الخطورة المقامرة بالتاريخ.

يحيى شقير