سيف الإسلام القذافي: سأضرب من يدوس على الخطوط الحمراء بالجزمة ولن نذهب إلى جدة أو شرم الشيخ
أخبار البلد- قال المهندس سيف الإسلام النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لـ«الشرق الأوسط» إن المجلس الوطني الذي أعلن منشقون على نظام حكم أبيه تشكيله في بنغازي لا يمثل الليبيين ولا يعبر عنهم في أي من مدنها. وأضاف سيف الإسلام في حديث مطول وعاصف أدلى به مساء أول من أمس لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مقره في العاصمة الليبية طرابلس: «هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم»، مشيرا إلى أنه لو جرت انتخابات نزيهة في ليبيا لحصل نظام القذافي على نحو 80% من أصوات الناخبين. وجادل سيف الإسلام طويلا خلال المقابلة التي دامت نحو 30 دقيقة حول حقيقة الوضع الراهن في ليبيا، معتبرا أن الأمور ما زالت تحت السيطرة، وأن النظام لم يفقد سيطرته تماما. وأوضح أنه باستثناء بنغازي ودرنة فإن النظام ما زال قائما، مؤكدا أن هذه مجرد سحابة صيف وسرعان ما ستنتهي.
وشدد سيف الإسلام على أن عائلة القذافي لن تغادر ليبيا، وقال: «لن نتجه إلى جدة أو شرم الشيخ»، في إشارة ضمنية إلى لجوء الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى مدينة جدة السعودية، وإقامة الرئيس المصري حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر بعد الإطاحة بنظام حكميهما مؤخرا.
وسخر نجل القذافي من إمكانية احتفاظه أو عائلته بأي أرصدة مالية في مصارف خارج ليبيا، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إذا وجدتم أموالا لنا فهي حلال عليكم، فكرة وجود أموال لنا في سويسرا التي بيننا وبينها ما صنع الحداد نكتة»، في إشارة إلى الأزمة السياسية التي اندلعت بين ليبيا وسويسرا بعد اعتقال سلطات مدينة جنيف السويسرية لشقيقه هانيبال مع أسرته صيف عام 2008 على خلفية شكوى تقدم بها خادمان له بتعرضهما للضرب والتعذيب. وقال نجل القذافي إنه ما زال إصلاحيا لكنه اضطر وهو يرى ما وصفه بالخطوط الحمراء تنتهك أن يصطف إلى جانب النظام، وقال: «سأضرب من يفعل ذلك (بالجزمة) ولا أخاف». ونفى علمه باستقالة يوسف الصواني، المدير السابق لمؤسسة القذافي للتنمية التي يترأسها، لكنه نفى أن يكون محمد إسماعيل قد قتل خلال المواجهات العنيفة الدموية التي شهدتها مختلف أنحاء ليبيا، وقال إنه ما زال حيا يرزق في طرابلس الغرب. وسعى سيف الإسلام، الذي لا يشغل أي منصب رسمي أو تنفيذي سواء في الدولة أو الحكومة الليبية، إلى إعطاء انطباع بأن النظام ليس مسؤولا عن عمليات القتل التي جرت، وأدت إلى سقوط مئات القتلى والجرحى في المواجهات التي دارت بين القوات الأمنية والعسكرية الموالية للقذافي والمتظاهرين الذين خرجوا في مظاهرات سلمية للمطالبة بإسقاط النظام. وفيما يلي نص الحوار.
* كيف تصف المشهد الآن في ليبيا؟
- أصفه بأن أكثر من 90 المائة من الدولة تمام، المشكلة الآن في درنة وبنغازي، وبعض الشيء في طبرق.
* هل المفروض أن الناس تصدقك وتكذب ما تراه عبر مختلف وسائل الإعلام والفضائيات؟
- مفيش حاجة اسمها تصدقني أو ما تصدقني، أحسن حاجة تأخذ السيارة والكاميرا وتروح تصور وتشوف.
* لكن حصل قتل لمدنيين عزل؟
- متى؟
* في الأحداث الأخيرة هناك حديث عن مئات القتلى أو الشهداء والجرحى؟
- هذا كلام غير صحيح، وسنعرض مؤتمرا صحافيا نرد فيه على ذلك، وهذا الكلام كله زبالة.
* أنت تتهم تنظيم القاعدة بأنه وراء ما يحدث. كيف؟
- أنا لم أتهم «القاعدة»، أنا اتهمت جماعات إرهابية وميليشيات مسلحة وهم موجودون، والصحافيون الأجانب قابلوهم وصوروهم بالأسلحة والرشاشات والدبابات. هذه حقيقة موجودة على الأرض.
* أنت خرجت لتحذر من حرب أهلية وإمارات إسلامية، لكن الناس تقول إن هذه مجرد فزاعة؟
- هيلاري كلينتون (وزيرة الخارجية الأميركية)، وأميركا كلها قالت إن ليبيا ممكن تنزلق لحرب أهلية، هذه أميركا تقول هذا وذلك يعني أن هناك خطرا حقيقيا موجودا، والناس جميعهم كانوا خائفين من الإجرام والإرهاب الموجود في بنغازي ودرنة، وأنت بإمكانك أن تتصل بالناس بالهاتف وتسألهم وسترى.
* لكنى كنت أتحدث مع الناس في بنغازي وهم يطالبون بإسقاط النظام؟
- تتحدث مع من؟
* مع عبد الحفيظ غوقة، الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني في بنغازي؟
- (ضاحكا) آه، طبعا اتصلت بغوقة، اتصل بأناس عاديين واسمع منهم.
* تريد أن تقول إن هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم؟
- غوقة هذا الـ(.....) وكان من أسبوعين في خيمة القائد (العقيد القذافي) يهلل ويطبل ويزمر، وطلع على قناة «الجزيرة» يتكلم ويدافع عن ليبيا والنظام، والآن يتحدث عن إسقاط النظام. «أحبك أحبك حتى آخر جنيه في جيبك»، هذا هو شعارهم.
* أسالك: ألا يستحق الليبيون نظاما للحكم أفضل مما كان عليه الأمر؟
- والله يستحقون نظاما أفضل. وأتمنى أن يتحقق نظام أفضل لكن ليس الزبالة الموجودة حاليا، هذا كلام فراغ، وبالتالي فإن الليبيين لا يوجد أحد وصي عليهم، وعندما نسمع كلام 6 ملايين، فإن غوقة ومعه 10 أنفار ليسوا هم الشعب الليبي.
* العقيد القذافي كان دائما يقول إن السلطة في يد الشعب، والناس الآن يقولون إنهم تسلموا السلطة، فما المشكلة إذن؟
- تفضلوا تسلموا السلطة واستعملوها، لا توجد مشكلة بشأن ذلك، بل إن المشكلة تكمن في الفوضى والإرهاب والجريمة. وكما قلت لك اسأل الناس العاديين في بنغازي.
* رأيتك في فيديو تحمل سلاحا وتقف فوق سقف سيارة؟
- (مقاطعا) وهل كنت «عاوزني يا حبيبي أشيل كمنجة ولا إيه؟»، الشعب كله الآن مسلح، والسلاح في كل مكان. هل في مثل هذه الظروف «تريدني أشيل غيتار هذا لا يصح يا باشا».
* الناس كانت تعتقد أن خطابك سيكون أكثر هدوءا وفيه نزعة إصلاحية، لكنك فاجأت الناس بالتهديدات؟
- أنا لا أهدد ولكن أحذر، وهناك فارق بين التهديد والتحذير.
* إلى متى سيستمر العقيد القذافي في السلطة؟
- إلى متى؟ يا حبيبي أنت تسمع لمن يتكلمون «زي ما انت عارف»، مع الأميركان والقطريين ومش عارف إيه، فسامحني أقولك هذه ليست ديمقراطية، هذه «ديم......».
هل هناك «يا حبيبي ديمقراطية تجيبها أميركا وكلينتون و«الجزيرة»، الديمقراطية يجيبها الشعب الليبي.. «I am sorry».
* هناك مرتزقة تستعينون بهم؟
- أين هم، أرشدني إلى هؤلاء المرتزقة؟
* لو جلست إلى شبكة الإنترنت لمدة دقيقتين فسترى مئات الفيديوهات؟
- يا حبيبي هؤلاء ليبيون، ليبيا فيها سود، وهذا ليس معناها أنه إذا كان هناك جندي أسمر فإنه من المرتزقة، هذا تمييز عنصري «وعيب ما يتقالش».
نحن في ليبيا عندنا سمر وبيض، «المرتزقة هما الذين راحوا للأميركان، وجاءوا بحلف الناتو والقطريين، هؤلاء مرتزقة يا ابني، أما اللي طلعوا دول، فهم من الليبيين الأحرار يا ابني سواء أسود أو أبيض».
* هل تريد أن تقول إن ما جرى هو مؤامرة على ليبيا؟
- طبعا، «وانت فاكر «الجزيرة» و«العربية» دول إيه طبعا، هم اليوم يقولون فيه هجوم بحري على ميناء مزدة. مزدة أساسا في الصحراء. فكيف يكون فيه هجوم على ميناء في الصحراء.
لقد تحدثوا عن ضربات للطيران الحربي، وأنه يقصف طرابلس، الحمد لله، طرابلس فيها الآن 200 صحافي أجنبي، وعاينوا طرابلس ولم يجدوا «لا قصف ولا بتاع».
زعموا أن سلاح الجو الليبي قصف معسكرات ومدنا، ودمر فشلوم وتاجوراء وغيرهما من المدن. والصحافيون التقوا الناس، والتقطوا صورا وقالوا إنهم لم يعاينوا شيئا مما يقال. فكيف تقول لي إنه لا توجد مؤامرة منظمة.
* أنت كنت تقدم نفسك كوجه إصلاحي، والآن الناس تقول إنك جزء من النظام؟
- أنا لما كانت الأمور «تمام ومنجة وكمنجة»، كنت معارضا وإصلاحيا، وكل حاجة، ولكن عندما يدوس الناس الخطوط الحمراء «فأنا أضربهم بالجزمة، وأضرب أبوهم كمان بالجزمة».
* وماذا بشأن وجود أرصدة مالية في الخارج؟
- الآن أصبحت عندنا أموال في سويسرا، تصور أنه عندنا أموال في سويسرا. وأنا أقول على لساني، وفي صحيفة «الشرق الأوسط»: أي أموال تجدوها في سويسرا أو غير سويسرا حلال عليكم، مبروك عليكم من الآن.
* تعني أن لا أحد في عائلة القذافي لديه أموال في الخارج؟
- يا حبيبي هذا كلام مضحك، وعيب، «سويسرا إيه وفلوس إيه»، يعني بيننا ما صنع الحداد، وتقول عندكم فلوس في سويسرا، «إزاي؟ دي نكتة».
* لماذا نرى سيف الإسلام الذي لا يشغل أي منصب رسميا في المشهد بينما يغيب رئيس الحكومة؟
- رئيس الحكومة مشغول، البلاد في حالة طوارئ. وأنا يتصل بي الصحافيون مع الأسف «زي حضرتك لما تطلبني وما أردش عليك بتزعل، فلازم أكلمك».
* مستقبل هذه الأزمة كيف تراه، وكيف ستنتهي؟
- يا حبيبي الأمور هادئة وتمام، وبإذن الله سترجع الأمور إلى نصابها والحمد الله نحن مستبشرون خيرا.
* لكن الناس شرق البلاد يقولون إنهم شكلوا مجلسا عسكريا وفي طريقهم لمحاصرة طرابلس؟
- (ضاحكا) «مجلس إيه وبتاع إيه اللي انت جاي تقول عليه، ده موضوع فارغ»، هؤلاء مجموعة من الناس الـ(....) كبار السن، ناس مساكين، وتحدثوا تحت التهديد، قالوا لهم إما تقولون كذا وكذا، وإما سنعمل كذا وكذا، «ناس خايفين مساكين، عيب عليك تقول لي هذا الكلام».
* المفروض أنك لا تشغل أي منصب في الدولة. فبأي صفة تعمل الآن في النظام؟
- «أنا ما باشتغلش يا حبيبي، أنا بس صحافيين بيتصلوا بي فأرد عليهم زيك».
* عندما ظهرت لتخاطب الليبيين في التلفزيون كان ذلك بأي صفة؟
- لقد حكى معي كثير من الليبيين، وقالوا لي إنهم سمعوا إشاعات مفادها أنني أصبت بالرصاص، وأن القائد (القذافي) سافر إلى فنزويلا، وأن البلد راح، وأنكم تركتم البلد، فأرجوك تطلع تتكلم، «أنت نسيت إشاعات (الجزيرة) ولا إيه؟».
* لماذا اتخذت قطر منكم هذا الموقف، إن صح التعبير؟
- اسألهم، اسألهم مش عارف ليه؟
* أنت تكلمت على تشويش يحدث على قناة «الليبية» على «النايل سات»، واتهمت مصر؟
- أنت عارف أنهم شوشوا على القناة «الليبية» وقطعوا الإرسال بالكامل وليس تشويشا.
* لكن بإمكاني أن أشاهد القناة «الليبية» الآن؟
- نعم لكن في الأيام الأولى قطعوا الإرسال، وبعد ذلك قاموا بالتشويش، يعني هناك حرب منظمة.
* أنت تحدثت عن تورط عمال مصريين وتونسيين فيما يحدث؟
- هذه أشياء كلها موجودة في أفلام وموثقة وسنبثها لاحقا.
* الطريقة التي تتكلم بها تقول إن النظام باق في ليبيا؟
- يا حبيبي، أحسن حاجة ممكن تقوم بها هي أن تسأل الناس العاديين في الشارع أو تعال إلى طرابلس، الشوارع الآن في طرابلس مفتوحة، والحياة عادية، وبقية المدن، في الجنوب والوسط، تعرف حياة عادية.
* لكن يقال إنه تمت عملية تجميل للمشهد قبل وصول الإعلاميين؟
- تجميل إيه يا حبيبي، أنتم في مصر لما حسني مبارك راح، خرج 5 ملايين مصري إلى الشارع، وذهبوا إلى ميدان التحرير «والرجل (مبارك) أخد هدومه وقلع على شرم الشيخ، هنا مفيش الحكاية دي، مفيش حد في الشارع، ليه انتم عاوزين تخربوا بيتنا ليه، الصورة بيضا ومش سودا يا أستاذ».
* يعني تريد أن تقول إن ليبيا ليست مصر؟
- (مقاطعا) يا حبيبي ليبيا ليست مصر أو تونس، وطز في «الجزيرة»، وقطر، والأسطول السادس، وحلف الناتو، «كلهم علي (....) وما بيهمنيش».
* هل هو وفاء للقذافي الأب أم وفاء للنظام، أم ماذا؟
- هذا وفاء للقذافي ولليبيا ولشعبنا ولتاريخنا، ونحن نعيش ونموت في بلدنا يا حبيبي، «مش حنروح على جدة ولا شرم الشيخ، إحنا قاعدين».
* يعني هذه ليست معركة للدفاع عن العائلة؟
- «عيلة إيه يا ابني، دي ليبيا، زي ما كنتم بتقولوا دي مصر. أنا بأقول دي ليبيا ودي بلدنا، وقاعدين ومش ها نتحرك».
* لكن الأميركان وغيرهم يقولون للعقيد بصوت علني تنح؟
- أميركان إيه، قالوها (ضاحكا) من 40 سنة، يعني مش أول مرة.
* ماذا تريد أن تقول إذن للعالم؟
- أريد أن أقول كلمة واحدة، نحن الليبيين بخير لولا الفتنة الخارجية، ولولا حلف الناتو، ومجلس الأمن، ولولا القنوات العربية، الفتنة والمشكلات عملتها أطراف خارجية، التي كذبت، وأطلقت إشاعات، وأيضا الأئمة الـ(....) الذين أصدروا فتاوى، والقنوات المغرضة، وأخيرا حلف الناتو وأميركا وفرنسا ومجلس الأمن، نحن الليبيين أمورنا تمام، وعائلة واحدة، وسنحل مشكلاتنا بالتي هي أحسن وبهدوء وبالتفاهم، لكننا نقول للعالم «اتركونا في حالنا».
* لقد استقال معظم أعضاء السلك الدبلوماسي الليبي؟
- لا يا حبيبي، ليس معظمهم، الكلام كله غلط، ليس صحيحا، وحتى الذين استقالوا متى استقالوا، استقالوا في الأيام الأربعة الأولى عندما لم يكن هناك اتصال مع ليبيا. وكان من المستحيل الاتصال مع ليبيا لأن الاتصالات كانت شبه مقطوعة، ولم يكن هنا صحافة أجنبية تنقل الحقيقة، وهناك قنوات تشتغل علينا ليل نهار. وهؤلاء بشر في النهاية، يعني مساكين، الإعلام عنده تأثير رهيب «فالناس اتلخبطوا».
* من المسؤول عن القتل إذن؟
- المسؤولون عن تحريض الناس لم يموتوا في مسيرات، ذلك أنهم تركوا الناس والأطفال يموتون، ثم قالوا نحن نقود الثورة.
* ألا تشعر أن يد النظام ملوثة بالدماء؟
- «يا حبيبي مفيش حد إدى أمر، وقال لهم اقتلوا، العملية حصلت بشكل تلقائي، وكله تلقائي، وبكره في المؤتمر الصحافي سأشرح بالتفاصيل».
* ألا يساورك شك في أن ليبيا تتمزق؟
- ليبيا لن تتمزق، هذه أزمة وستزول.
* على أي أساس تبني تفاؤلك هذا؟
- أنت في مصر، وأنا موجود في ليبيا، فاطمئن يا حبيبي، لكن لا تنقل عني شيئا غير صحيح. الناس الزبالة هي التي تحرض على تقسيم ليبيا، وقتل الناس، بينما هم جالسون يشربون القهوة، ويدلون بتصريحات.
* قيل إنكم بصدد إرسال مبعوث للتفاهم مع بنغازي وإن العقيد القذافي كلف عمر دوردة بالتوجه إلى هناك، هل هذا صحيح؟
- يا حبيبي يتفاهم مع مين، أنت تتحدث عن 10 أشخاص لا يمثلون سوى أنفسهم، بنغازي فيها مليون ونصف مليون نسمة.
* لكن كل الناس في بنغازي تطالب بإسقاط النظام؟
- على كل حال، سترى في المؤتمر الصحافي أن المشاركين في هذه المظاهرات لم يكونوا كلهم ليبيين، هناك مصريون وغيرهم، «الدنيا مخلطة وزمبليطة والناس بتتفرج، واللي طلعوا كام 5 آلاف إلى 10 آلاف (maximum) يا سيدي 100 ألف»، بنغازي فيها مليون ونصف، الكلام هذا ليس منطقيا.
* أنت تحدثت عن الجماهيرية الثانية؟
- نعم أنا تحدثت عن هذا، ولا بد الآن من عودة الحكم المحلي القوي إلى ليبيا، ولا بد من وضع دستور متفق عليه، ولا بد من خروج قوانين تعزز الحرية والديمقراطية في ليبيا، ولا بد أن نعيد السلم والأمان إلى ليبيا، ولا بد أن يعود الانتخاب الحر إلى ليبيا، والناس يختارون من يشاءون، أما الفوضى وتقسيم ليبيا إلى شرق وغرب وإراقة الدماء، فهذا غير مقبول والمجرمون الذين تلطخت أياديهم بالدماء هم الذين أحدثوا هذه الفتنة.
* لكن حديثك الآن عن الحرية والديمقراطية يبدو أنه محاولة لمنع سقوط النظام ليس أكثر؟
- لا، هذا كلامي الذي قلته منذ شهر ومنذ سنة وسنتين، وأنا أجريت معك 40 حوارا صحافيا، وأربعين مكالمة، ودائما نحكي في نفس الكلام، «فازاي تقول كده ها أزعل منك قوي».
* أنا لا أكلمك كصديق ولكن كصحافي؟
- كصحافي أنت أجريت معي 50 مليون حوار، وأنت أكثر صحافي تعاملت معه، ورددت دائما نفس الكلام والعبارات. فأنا لم أتغير أو أتزحزح قيد أنملة وأنت تعرفني جيدا.
* لماذا يبدو صوتك مجهدا هكذا؟
- لا والله يا حبيبي أنا تمام، أنا عارف (ضاحكا)، أنت تريد أني أقول لك إنني مجهد وسأنهار، إذا يرضيك هذا الشيء أنا ممكن أقوله لك.
* أنا لا يرضيني إلا الحقيقة؟
- ما قلته لك هو الحقيقة.
* أنت تضحك كأنك تريد إعطائي انطباعا أن الأمور تمام أيضا؟
- «إنت عاوز تسمع إيه، عاوزني أعيط ولا أصرخ (ضاحكا)، عاوزني أقول لك إيه؟».
* لكن الرجل لا يبكي؟
- «طيب عاوزني أقول لك إيه علشان ترتاح؟».
* أريدك أن تقول الحقيقة؟
- قلتها لك.
* ماذا تريد أن تقول للشعب الليبي؟
- نحن الآن متحدين ومتفقين، ولعلمك الخاص لم يحصل حراك وطني منذ عشرات السنوات كما يحدث الآن، أكبر حراك وطني وشعبي وتلاحم يجري الآن، شيء غير معقول. وأول مرة نرى كل الليبيين يتفاعلون سياسيا واجتماعيا ونفسيا، هناك تفاعل كبير جدا جدا في المجتمع، وهناك تلاحم وصحوة حقيقية الآن، هناك تلاحم كبير جدا ونحن الليبيين متحدون، وليس هناك كلام اسمه شرق أو غرب، ما زالت هذه الأمة الليبية عظيمة، ولا توجد مشكلات، وهذه سحابة صيف، ونأمل في مستقبل أفضل، ونحن متأكدون من ذلك، وبالتالي «لا تسمع لكلام المجموعات التي تريد أن تحكم وعاوزة الكرسي على دماء الليبيين وتقسيم ليبيا، لا يهمهم، يجيبهم الأميركان، الفرنسيس البطيخ لا يهمهم، المهم أنهم يحكمون».
والشعب في بنغازي أناس وطنيون ومحترمون، وأنا يوميا أتلقى مئات المكالمات الهاتفية من هناك. وأرجوك احك مع الناس العاديين في بنغازي وسيقولون لك الحقيقة.
* هناك من المقربين إليك من استقال احتجاجا؟
- مثل من؟
* مثل يوسف الصواني مدير مؤسسة القذافي التي تتولى رئاستها.
- ليس لدي فكرة.
* قال إنه استقال احتجاجا على ما يجري؟
- بصراحة صوان لم يحك معي ولم يقدم أي ورقة استقالة.
* يعني أنت لا ترى أي مبرر لأي مسؤول ليبي لكي يستقيل؟
- ولماذا يستقيل. الآن الصحافيون موجودون في ليبيا، وقلنا للعالم تفضلوا وابعثوا فرقا لتقصي الحقائق، إذا وجدتم دليلا واحدا على استخدام الجيش والطيران في قصف الأهداف المدنية وقصف المتظاهرين. إنني كسيف الإسلام أعمل وأقبل أي شيء، لكن ليس معقولا يا أخي «ضربني وبكى وسبقني واشتكى»، أنت تعمل قضية وتصدقها وبعدين تأتي لتعاقبني. هذا لا يصح يا أخي.
* أمضيت سنوات تطالب بالإصلاح ولا أحد يسمع كلامك؟
- أنا دعوت ولا أحد سمعني وما زلت أدعو، ليبيا لا طريق لها إلا الإصلاح والديمقراطية ومزيد من الحرية، وهذا كلام حكيته معك ألف مرة، وما زلت عند كلامي وما زلت عند موقفي.
* لكن الناس في الشارع الآن ترفع شعار الشعب يريد إسقاط النظام؟
- يا أخي أي شعب، «شعب إيه اللي انت جاي تقول عليه»، أي شعب يا ناس فهموني، شعب إيه، غوقة الذي تتحدث إليه ليس الشعب الليبي، أنت تحكي مع 4 أو 5 أشخاص، يا سيدي 100 ألف شخص، مليون، ليبيا فيها 6 ملايين إذا عملنا انتخابات وصناديق سنحصل على 80% من الأصوات.
* هناك مخاوف من أن النظام إذا وجد نفسه في مرحلة يائسة قد يشعل آبار النفط مثلا؟
- أولا أحب أن أطمئنك، الجيش الليبي يؤمن كل آبار وموانئ النفط، «وكلها تمام ومفيهاش مشكلة وزي الفل، اطمن».
* هل ضميرك مستريح لما تفعله الآن؟
- أنا ضميري مرتاح قوي، لأننا على حق وما أقوم به مقتنع به 100% لأن العدو والقوة المواجهة لنا هي التي تريد تقسيم ليبيا إلى شرق وغرب، وتريد أن يتدخل حلف الناتو وأميركا. فمن هو الوطني الذي يقبل بتقسيم بلاده، من هو الوطني الذي يقبل بتدخل واحتلال أجنبي لبلاده، من هو الوطني الذي يدفع أطفالا للخروج في مسيرات حتى يموتوا ويحكم باسمهم؟
* سمعت أن محمد إسماعيل أبرز مساعديك قتل؟
- «محمد إسماعيل يا ريته قتل، هو لم يقتل مع الأسف ما زال في طرابلس، وإذا عاوز تكلمه سأطلب منه أن يتحدث إليك».
* حسنا سأنتظره، المهم أن تكون ليبيا آمنة، هذا ما يعنيني؟
- بارك الله فيك.
* هل بإمكانك أن ترتب لـ«الشرق الأوسط» حوارا مع العقيد القذافي؟
- اسمع. إذا خرجت هذه المقابلة ملتزمة بما قلت لك بالضبط من دون تحريف، أعدك أن أرتب لك «إنترفيو زي الفل مع القائد».
* الأشخاص إلى زوال والتاريخ لن يرحم أحدا قتل مدنيين أو ارتكب أعمالا لا ترضي الله ولا الضمير؟
- نعم هذا صحيح.
* دعني أسألك مرة أخرى هل أنت مرتاح الضمير إزاء ما يجري؟
- نعم أنا متأكد أن ضميري مرتاح، أما باقي الكلام عن استخدام الجيش والطيران فهذا كله كذب في كذب.
* متى ستصبح ليبيا دولة ديمقراطية حقيقية؟
- الآن، هذا أحسن «chance» لليبيا، هذه فرصة تاريخية لكي تبقى ليبيا دولة ديمقراطية من الطراز الأول، وإن شاء الله يتم هذا الموضوع على خير وبسلام ومن دون قتل ودماء وضحايا وتقسيم.
* هل هذه الدولة التي تتحدث عنها تتم أيضا في وجود العقيد؟
- أنا قلت لك المهم ليبيا وليس الأسماء، المهم بلادنا وشعبنا أما الأشخاص فليسوا مهمين، نحن كلنا نموت ونضحي من أجل بلادنا.
* شكرا على وقتك، رغم عدم اقتناعي بما تقول لكن واجبي الصحافي هو أن أنقل ما تقول بأمانة؟
- شكرا لك، وإن شاء الله الأيام بيننا، وستكتشف أن ما قلته لك هو الصحيح بإذن الله تعالى.