الدور الأميركي في العراق
أميركا شريك أساسي فيما يحدث في العراق ، وما حدث مؤخراً ليس سوى نتيجة طبيعية لاحتلال أميركا للعراق وتفكيك الدولة العراقية ، وفتح الباب على مصراعيه للنفوذ الإيراني ، حتى اصبح العراق ساحة خلفية لإيران وامتداداً لها إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط ، وانقسم شعب العراق طائفياً وعرقياً.
أميركا مسؤولة عما يحدث في العراق اليوم فقد أخطأ بوش في دخول العراق دون مبرر ، وأخطأ أوباما في الانسحاب من العراق قبل أن يستقر ، وهذه هي النتيجة.
بعض الأطراف المعنية بالصراع تنظر لأميركا وكأنها الحل ، بالمزيد من الأسلحة والطائرات بدون طيار لضرب داعش والمحافظات السنية.
الاطراف التي تطالب أميركا اليوم بالتدخل العسكري وضرب الإرهابيين في العراق من الجو هي نفسها التي طالبت أميركا بالأمس بضرب النظام السوري بالصواريخ عندما كان مشتبكاً مع نفس الإرهابيين.
دعاة التدخل الأميركي يتهمون الرئيس أوباما بالضعف والتردد ، ولكنه يدرك أن بامرته أكبر قوة ضاربة في العالم ، ولا يريد أن يتخذ قراراً كارثياً مثل سلفه جورج بوش لمجرد أنه يستطيع ذلك.
في أميركا محللون لهم وجهات نظر ، ويرى بعضهم أن ضربة أميركية ستكون خدمة لإيران ، وستشعر أميركا بالحرج عندما تجد نفسها في صف النظام السوري الذي يقوم بغارات جوية على قواعد داعش ، كما أن التدخل الأميركي يعني الدخول طرفاً في صراع مذهبي.
في عراق نوري المالكي جيش مدرب ومسلح أميركياً يبلغ تعداده 250 ألفاً انهزم أمام سبعة آلاف مقاتل ، لأن النظام كان قد هيأه كأداة طائفية لقمع المعارضة ، وليس للدفاع عن حدود وطن لا يؤمن به.
الفريق الاميركي البالغ 275 عسكرياً الذي أرسله اوباما إلى العراق مكلف بمهمات متعددة ، هي تارة حماية آلاف الموظفين الأميركان في أكبر سفارة أميركية في العالم ، وتارة أخرى تدريب الجيش العراقي ، وأحيانأً تقديم الاستشارات لحكومة وجيش المالكي ، أي لتولي قيادة بقايا الجيش المهزوم ومراقبة ما تقوم به القوات الإيرانية التي دخلت العراق لحماية النظام الموالي لها.
العراق العظيم الذي كنا نعرفه انتهى ، ففي العراق اليوم شيعة وسنة وأكراد وأميركان وإيرانيون وإرهابيون. والحرب الأهلية أمر واقع ، ومعها تقسيم العراق طائفياً وعرقياً ، والترحم على اتفاق سايكس بيكو الذي لم يصل في التجزئة إلى هذا المدى.