معركة النواب

رئاسة مجلس النواب القادمة
عاطف عتمه
يقدر مطلعون ان يتم دعوة مجلس الامة للانعقاد بعد انتهاء شهر رمضان في دورة استثنائية ثانية تنتهي قبيل بدء شهر 10 القادم الموعد المحدد دستوريا لبدء الدورة العادية الثانية لمجلس الامة .
ومع افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الامة السابع عشر يدخل المجلس بعد االانتهاء من بروتوكولات الافتتاح معركة رئاسة مجلس النواب والمكتب الدائم حيث من المتوقع ان تبدا وحسب الراشح من المعلومات الاولية بين اربعة من النواب ، يمثلون اربعة كتل ، يخوض المهندس عاطف الطراونه معركته عن كتلة المبادرة النيابية الائتلاف الوطني النيابي المكونة من 35 نائب ، والمهندس سعد هايل السرور عن ائتلاف التجمع الديمقراطي والتهضة والتوافق الذي يصل الى 45 نائب ، ومفلح الرحيمي عن كتلة جبهة العمل الوطني بعدد 20 نائب اضافة الى نواب قبيلته قبيلة بني حسن 13 نائب ، وامجد المجالي عن كتلة "النهضة" المؤلفة من 24 نائب .
هناك عدد من المتغيرات التي ستحكم معادلة حسم معركة رئاسة مجلس النواب المقبلة ، لهذا لازالت حملة التكهنات غير قادرة على الحكم وتوقع النتائج لتسارع الاحداث وتغير الظروف وبروز مفاجات ليست بالحسبان ، فيما يتعلق بحركة داعش ونواياها باتجاه الاردن ، وحول بقاء حكومة النسور او رحيلها ، ومواصفات الحكومة التي ستتشكل فيما لو رحلت حكومة النسور ، وصفة وشكل واسم رئيس الحكومة القادم ، والتغييرات المتوقعة في الديوان الملكي وبقاء رئيس الديوان في موقعه او رحيلة ، ومشكلة ما يحصل في معان وما يجري على ملفها من تطورات .
هناك مؤشر حول رئيس المجلس الحالي المهندس عاطف الطراونة رغم ترجيحات نيابية امكانية عودته بقوة الا انه مني بنقاط ضعف في انه لم يفلح في كسب علاقة قوية مع الحكومة ، ولم تفلح علاقة الزواج بينهما على الطريقة الكاثوليكية فما لبثت ان تحولت على طريقة الشيعة في زواج متعة وشهر عسل محدود ، كما ان وجود تحالف الروابدة- النسور -فايز الطراونه كان تحالفا اقصائيا تمكن من تحقيق مكاسبه واهدافه بتقليص حجم تاثير عبدالهادي المجالي في مجلس النواب وطاهر المصري من الاعيان وترتيب مجلس الاعيان وتحريك البوصلة باتجاه خارطة داخلية اردنية جديدة .
يتمترس ثلاثة المرشحين البارزين خلف كتل تتساوى في كتل وقواعد انتخابية تتقارب من الرقم اللغز الثلاثين ويبقى الرهان على بروز تحالفات جديدة ، ومرحلة ما بعد الجولة الاولى في الوقت الضائع والركلات الترجيحية والفارق في قدرة النائب بين ان يكون حصادا جيدا لا غمارا ، فضلا عن تحضير مفاجات على طريقة الدغمي حينما قلب المعادلة وقلب الطاولة في وجه السرور لصالج الطراونة خلال معركة الرئاسة الماضية .
في اوقات سابقة كان بمقدور النائب المخضرم مفلح الرحيمي حسم المعركة على بلاطة قبل انطلاقة الماراثون بالتزكية الا ان المعادلة اليوم تختلف وتستمر بالاختلاف .
كل الخيارات مفتوحة وفي وجهة نظري للجميع لان المرشحين يقفون على مسافات واحدة من كرسي الرئاسة ، بانتظار تشكل الظروف ، في حين يرى البعض ان الطراونة هو الاقل حظا كونه لم يتمكن من ادارة جلسات المجلس بطريقة مثالية ، وكانت ادارته موطن انتقاد واحتجاجات ، مما يتوقع ان يجعل عدد من نواب الاحتجاجات يتجهون الى افراغ حمولتهم في كفة منافسة ، و ظهور الطراونه في موقف ضعيف في أن الانتفاضة لهيبة المجلس لم تفلح ، وتبين عدم قدرة الطراونه الانتصار او الدفاع عن حقه في معركة الكرسي ليطرح تساؤلا على الملا عن قدرته في الدفاع عن حق الشعب .