مستشفيات والحبل على الغارب!
ليس معقولاً أن يظلّ كثير من المستشفيات في تعاملها مع زبائنها على حالها الراهن. فقد عمّت الشّكوى وطمّت من السلوك غير الإنساني الذي تطالب به المرضى دفع كامل التّكاليف قبل دخولهم، مما يضعهم في حال من الهلع والترقّب لشبح الموت في انتظار إحضار المبلغ!
وقد فقد الوسط الثقافي قبل أعوام أحد أهمّ شعرائه، محمد القيسي، نتيجة انتظاره أن يُحضر أهلُه المبلغ المرقوم قبل أن تمتدّ يد الطبيب لإنقاذه من جلطة دماغيّة مفاجئة! وحين حضر المال كان الشاعر قد رحل! وقبل أيام دخلت صديقةٌ غاليةٌ مستشفى شهيراً لعملية قلب مفتوح، وطبعاً كان "الكاش" حاضراً وفوق التكاليف الحقيقيّة، فعندما اقترح الطبيب استخدام الليزر في نقل شرايين الرِّجْل، زاد المبلغ ودُفع قبل دخول المريضة إلى غرفة العمليات! المريضة التي غادرت بعد العملية هذا العالم، دون معرفة إذا ما كان ثمّة تقصير في الفحوصات التّحضيريّة التي ربّما كانت أنقذت حياتها!
هذا الحال المتردّي لكثير من المستشفيات لا ينبغي أن يظلّ متروكاً لأصحابها. فالجشع الذي بات المجتمع يتندّر بقصصه لم يعد سرّاً لا تدري به الحكومة ووزارة الصحّة تحديداً. ولا بدّ من اتخاذ الإجراءات القانونيّة التي تحفظ على المواطنين حياتهم، وعلى المستشفيات حقوقها.
كما لا يجوز تحت أيّ مسمّى أن تمرّ أخطاء الأطباء والمستشفيات مرور الكرام؛ فهذا الملفّ المؤلم يعجّ بالمصائب والتّساهل والقصص، حتى باتت صورة الطبيب وصورة المستشفى في أذهان العامة لا تنجو من اتهامات تطال شرف المهنة وتشكّك بالقَسم الذي أقسمه الطبيب!
وإذ كان التّعميم خطأً في جميع الأحوال، فإنّ وجود عدد آخذ بالتّضاؤل من الأطباء الأتقياء أصحاب الضّمائر لا يعني أنّ الأمر ليسَ ظاهرة تُلحّ على أولي الأمر لإيجاد حلّ مناسب لجميع الأطراف.
وعلى ذلك نعقدُ الأمل...!!!