أعلام داعش ترفرف على بعد 104 كم من إيلات: أمريكا وإسرائيل جاهزتان للتدخل في الأردن
"معان فلوجة الأردن!" بهذا صاح الآلاف من المحتجين والغاضبين يوم السبت 28 يونيو، في مدينة معان الأردنية الجنوبية. وكُتبت هذه الشعارات على اللافتات والأعلام التي حُملت عاليا، بيد، وعليها اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وبيد أخرى يُلوَح ببنادق آلية، وفقا لتقرير نشره موقع "ديبكا" الاستخباري الإسرائيلي.
موقع معان حساس بالنسبة لإسرائيل: 218 كم إلى الجنوب من العاصمة عمان، وتقع أيضا على بعد 104 كم من ميناء مدينة إيلات "الإسرائيلية" وحوالي 60 كم من الشريان الرئيس الذي يقطع الجنوب من شمال إسرائيل، كما أورد التقرير.
ذلك أن المدينة لديها تاريخ من الاضطرابات العنيفة، وقد عانت في الماضي من حظر التجول، وعندما حصلت أعمال الشغب في وقت سابق اقتحم الجنود المدينة وأطلقوا الرصاص الحي مما أسفر عن مقتل العشرات.
وقد تباحث الملك عبد الله بشكل عاجل مع قادة الجيش والمخابرات حول كيفية قمع "تمرد إسلامي" في معان دون أن يمتد إلى المدن الأردنية الأخرى، وخاصة السلط واربد والزرقاء، والتي توجد بها مجموعات كبيرة من أتباع تنظيم القاعدة.
وأفاد التقرير أنه كان هناك حديث قلق في واشنطن عن احتمال اهتزاز عرش الملك عبد الله بتمرد إسلامي، وفي هذه الحالة، فإن إدارة أوباما لن يكون لها أي خيار سوى الموافقة على تدخل قوات العمليات الخاصة الأمريكية والإسرائيلية للدفاع عن الملك، وإبعاد شبح غزو مقاتلي داعش، ولكن الخطر المحلي قد يكون أكثر إلحاحا من الخارجي، وفقا للتقرير.
وكشف مصدر عسكري أمريكي لموقع "ديبكا" أن الجيش الأردني يتركز الآن في ثلاثة قطاعات هي: الحدود السورية في الشمال، والحدود العراقية في الشرق والعاصمة.
في الحالة الأولى، تمركزت القوات الأردنية لدرء هجوم محتمل من قبل مقاتلي داعش انطلاقا من شرق سوريا. وهم مستعدون أيضا لمواجهة هجوم محتمل لجيش الأسد لاستهداف الدعم العسكري الأردني للثوار السوريين في جنوب سورية دفاعا عن الحدود الأردنية والإسرائيلية.
في الحالة الثانية، انتشر الجيش الأردني مباشرة قبالة قوات داعش التي سيطرت على معظم محافظة الأنبار العراقية المتاخمة للحدود الأردنية.
القطاع الثالث للجيش احتشد في العاصمة عمان، حيث يقوم بدور الوصي على النظام الملكي.
ويقول التقرير إن حريق داعش إذا انتشر من معان إلى زوايا أخرى من المملكة، فإن جيش الأردني يصعب عليه القتال في وقت واحد ضد التهديدات الداخلية والخارجية.
وتفيد مصادر "ديبكا" أن الجنرال دينيس ماكين، قائد غرفة الحرب المشتركة (السرية) الأمريكية الأردنية الإسرائيلية (التابعة للقيادة المركزية الأمريكية) التي أُنشئت بالقرب من عمان، قد تلقى تعليمات لوضع 12 ألف من الجنود الأمريكيين وطائرات F-16 المقاتلة المتمركزة في الأردن على أهبة الاستعداد.
كما كشفت المصادر نفسها أن العميد "ماكين" هو على اتصال مباشر مع رئيس أرطان الجيش الإسرائيلي الجنرال بيني جانتز، وقائد العمليات في أعماق إسرائيل، اللواء شاي أفيتال، ورئيس سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال عمير ايشيل.
وقال التقرير إن واشنطن وتل أبيب وعمان يدرسون ما إذا كانوا ينتظرون تصعيد الأوضاع وتنامي التهديدات والمتاعب في الأردن قبل التدخل، أم يتصرفون بشكل استباقي قبل خروج الأمور عن السيطرة مع تركز مقاتلي داعش على طول الحدود العراقية الأردنية.
خدمة العصر