رفع رسوم الموزاي: هل أصبحت الدراسة للأغنياء فقط؟

اخبار البلد
 
هل يعقل أن تحصل الجامعة الأردنية على ربح صاف من طلاب البرنامج الموازي بنحو 1.9 مليون دينار سنوياً؟ وهل من المنطق أن يدفع الطالب من ذوي الدخل المحدود 115 دينارا لساعة الهندسة بدلا من 65 او 100 دينار لساعة التحاليل الطبية بدلا من 65. لم تعد الجامعات الحكومية للمواطنين رغم أنهم يدفعون الضرائب بشتى غرائبها لكي يعيشوا حياة انسانية. اليوم الجامعات الاردنية للاغنياء فقط، أما الفقراء فلهم الشوارع.

يتحدث رئيس الجامعة الأردنية اخليف الطراونة عن فلسفة العرض والطلب. هو منطق السوق، الذي يعني الربح والخسارة. هنا لا مجال للحديث عن العلم وطلبته وعلمائه.

هل منح القانون الاردني المبرر لحرمان طلبة ذوي الدخل المحدود الدراسة في الجامعة وحصرها على الأغنياء فقط؟ الاجابة العملية هي: نعم.. نعم لم يعد للفقراء مكان بيننا. وإن أراد الفقير ان يدرّس فلذة كبده فما عليه الا ان يبيع بيته وعربته الصغيرة ويوقف كل مشروع كان ينوي فعله كشراء اللحوم، والفواكه والخضار وملء المطبخ بهما، الى حين ان يتخرج الولد.

"هذا مخجل". مخجل ان تفعل الحكومة بالمواطنين ذلك. مخجل ومعيب، كما وصفه المنسق العام لحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" فاخر دعاس في تصريح خلال تعليقه على تصريحات مسؤولي الجامعة الاردنية بالقول: "معيبة هذه التصريحات ومخجلة ليست بحق الجامعة الأردنية بل بالعملية التعليمية بشكل عام".

قبل ايام ولأن المواطنين مجرد رعايا او عبيد اكتشف الرعايا ان السيد قرر رفع رسوم البرنامج الموازي دون إصدار أي بيان يعلن فيه عن تفاصيل هذا الرفع.

ما يدعو الى السخرية هو محاولة بعض المسؤولين في الجامعة تحميل مسؤولية اتخاذ قررار رفع اسعار الموازي لضغوطات تعرضوا لها من جهات حكومية.

وفي قراءة سريعة لـ "ذبحتونا" حول رفع الجامعة الاردنية لرسوم الموازي ما بين ال30% – 100% في كافة التخصصات في الجامعة بات واضحا ان هناك استهدافا للطبقة المتوسطة وذوي الدخل المحدود. تقول الحملة: الجامعة الاردنية تحولت إلى الأغلى على مستوى الجامعات الخاصة والرسمية.

والوثيقة التي نشرتها "ذبحتونا" الصادرة عن الدائرة المالية في الجامعة الأردنية بتاريخ 24/1/2014 تدحض كل ادعاءات إدارة الجامعة وتصريحاتها حول خسائر الجامعة من البرنامج الموازي، إذ تؤكد أن الجامعة الأردنية تحقق ربحاً "وفرا" في البرنامج الموازي بما مجموعه 1.9 مليون دينار، الأمر الذي يناقض مع تصريحات الدكتور اخليف الطراونة قبل أيام والتي أشار فيها إلى أن الجامعة "تخسر" في البرنامج الموازي.

واظهرت الرسوم الجديدة وفق ما كشفت "ذبحتونا" رفع رسوم تخصصات مثل الإدارة العامة والتسويق من 30 دينار لتصل إلى 60 دينار وبنسبة ارتفاع 100%، علماً بأن طلبة الموازي في هذين التخصصين معدلاتهم في التوجيهي مرتفعة وغالبيتهم من ذوي الدخل المحدود واختاروا هذه التخصصات لأن سعرها منخفض مقارنة بباقي التخصصات. علماً بأن قسماً كبيراً من هؤلاء الطلبة يعمل خارج أوقات الدوام الجامعي لسد تكاليف دراستهم.

وبحسبة بسيطة لعدد طلبة الموازي، يكون ناتج قسمة 1.9 مليون دينار على 91 دينارا، فإن عدد طلبة الموازي في الجامعة الأردنية يقارب الـ21 ألف طالب ويشكلون نسبة 52% من الطلبة، الأمر الذي يفند تصريحات رئيس الجامعة الذي أكد أن "رفع الرسوم سيقتصر على 25% من الطلبة فقط لا غير".

إلى متى ستبقى الحكومة تتعامل مع المواطنين بصفتهم مستهلكين وزبائن، ينظر اليهم بصفتهم محافظ لتغطية نفقات الرسميين؟ ما هو مؤكد هو اننا سنسمع من المسؤولين كلاما بعد حين نقول فيه: الم نحذركم.. ألم نقل لكم؟