احكام تتعلق بالصيام

بسم الله الرحمن الرحيم
موعظة الجمعة تاريخ 29/شعبان /1435م الموافق : 26/6/2014م
الموضوع :أحكام بالصيام
جاء شهر رمضان فمرحبا به
ما اسرع الايام وما اسرع الشهور وما اسرع مرور السنين وتعاقبها وصدق الله القائل: وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان يتذكر او اراد نشورا " والقائل سبحانه :وذكر هم بأيام الله ولا شك ان رمضان قد اكتسب اهمية عظيمة وله مزايا متعددة اهمها انه شهر الصيام وشهر رمضان الذي انزل فيه القران انه شهر ليلة القدر التي هي خير من الف شهر .فيا فرحة المشتاقين للقاء محبوبهم لقد قرب تلا تدا نيها,ويا حسرة المبعدين لقد بعد تلاقيها , ربك يناديك وهو سبحانه المطلوب والمرغوب , هل من سائل فيعطى ؟هل من تائب فيتوب ؟
فسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين

تعرف للأنام بوصف قرب
وعاه الشيخ منهم والوليدُ.
بعلمٍ حال بين المرء لطفا
وبين القلب يفقههُ البليدُ.
هو الثاني لواحد كل نجوى
الى ما ليس يحصره العديدُ.
وأول ثم آخر كل شيء
وظاهره وباطنه الشهيدُ.
على الأرواح والأشباح محصٍ.
رقيب لا يفارقه عتيدُ.
فيا أهل اليقين بذا وهذا
لقد قامت على الشك الشهودُ.
معاصٍ جمة سفكٌ وظلمٌ
وطغيانٌ تَشيب لها الوليدُ.
وترك للفرائض لا لعذرٍ
وفعلٌ للفواحش لا يبيدُ .
أأيمانٌ هناك أم نفاقٌ
وإقرار هنالك أم جحودُ.
قفوا وتفكروا فالحق حقٌ
وهذا الوعد صدق والوعيدُ.
وذا القرآن مقروءٌ عليكم
وهذا أحمد الهادي الرشيدُ.
احكام تتعلق بالصيام
يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام
ناداكم الله ايها المؤمنون بنداء خاص انه نداء الايمان
وهو دليل فرضيته يقول سبحانه وتعالى أمرا لكم كما أمر عباده من قبل (( يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له و إن تصوموا خيرا لكم إن كنتم تعلمون))
نعيش معكم هذا اللقاء المبارك مع هذا النداء الآلهي الكريم لقد نادنا الله بنداء الايمان و نداء الايمان يوجب الاستجابة والتحفيز والترغيب (( ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله إذا دعاكم لما يحييكم و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه و أنه إليه تحشرون))
فاعلموا يا عباد الله أنه يجب على كل مسلم قادر بالغ عاقل مقيم صيام شهر رمضان و يدخل في ذلك نساء المسلمين مالم تكن غير قادرة أو عليها مانع من موانع الصلاة فما يمنع الصلاة يمنع الصيام و الطواف بالبيت العتيق , وينبغي لكل طالب عبادة ان يكون عالما بها محيطا بأركانها ومبطلاتها مخلصا لله بتوجهه اليه لتسلم له صحتها ويفوز بما اعد الله من ثواب.

**تعريف الصوم
الصوم لغة / الامساك عن الشيء قال تعالى (( إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا أي إمساكا عن الكلام ))
وفي الشرع / الامساك عن شهوة الفرج و البطن من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس مع القصد و الإرادة ( تبيت النية )
أركان الصيام الذي لا يصح إلا به و إذا سقط ركنا منها بطل الصيام 3 ـ
الاول :النية :
ثانيا ,و ثالثا / الامساك عن الأكل و الشرب و ما في معناهما من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بكل عين وصلت من الظاهر إلى الباطن , وهذا تفسير سيدنا بن عباس والعين الذي يتوصل بها من الظاهر إلى الباطن كانت قبل تطور الطب الصناعي فتحة كبيرة أما الآن فيتمكن التوصل بالإبرة كما هو شأن الحقن فهي تؤدي نفس الغرض وقول أنها لا ًِتفطر خلط عجيب لا يقبل علميا و لا طبيا , فلا يعقل انك اذا تناولت نفس المادة العلاجية بواسطة الكبسولات عن طريق الفم تكون قد افطرت ,واذا تناولت نفس هذه المادة ولكن بصورة سائلة عن طريق الحقنة فانك لا تفطر ,هذا خلط بالعلم واحتيال وفي حقيقة الامر ما جعل الله علينا في الدين من حرج ,اذا لا داعي للجرح وتحميل الشيء ما لا يحتمل , والشارع قد أباح للمفطر الفطر فمن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر , فليفطر و يستعمل علاجه
رابعا / الامساك عن الجماع و الاستمناء يقول سبحانه (( فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم ) ففي الاية دليل على المنع والاباحة
خامسا / الامساك عن تعمد القيء
أما ما يبطل الصوم فهو :4
إذا اختل ركن من هذه الأركان بطل الصوم ,فمن أمسك عن الطعام و الشراب بدون قصد ولا إرادة تداويا أو ما شابه ذلك
الثاني والثالث :الأكل والشرب
الرابع / الوطء في الفرج عمدا .. ,او الاستمناء عمدا ,أما الرؤيا المنامية فلا يعتد بها فلا حرج عليه
الخامس / تعمد القي
السادس والسابع / الحيض والنفاس
الثامن / الجنون
التاسع / الاغماء
العاشر: الردة
كفارة الوطء في نهار رمضان :5
بالجماع فقد ارتكب كبيرة يدل على ذلك الكفارة وهنا مسألة في غاية الاهمية وهي من افطر
العظمى (عتق رقبة مؤمنة, فإن لم يجد فصيام شهرين متتالين)
المريض والمسافر يرخص لهما بالفطر و الأولى للمريض إذا كان مرضا لا يشق عليه الصيام صام أما إذا كان يشق عليه فليفطر , وعليه القضاء و كذلك المسافر الذي عليه الصيام مع السفر فالأولى له الصيام , فلربما شق عليه القضاء كما قال سبحانه ( (فمن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له و أن تصوموا خيرا لكم إن كنتم تعلمون ))
فحذاري حذاري ايها الصائم ان تفرط في يوم من ايام صيامك ,أو أن يقع في صومكم ما يجرحه و بالأخص المعاصي التي تجرح الصوم كالغيبة والنميمة والمعاصي فقد يكون الشخص صائما من الأكل والشرب و هو في علم الله ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش بسبب ما يرتكبه من المعاصي
فضل الصيام / 6
الصيام عبادة من أجل العبادات و قربة من أعظم القربات و هو دأب الصالحين و شعار عباد الله المتقين يزكي النفس و يهذب الخلق و هو مدرسة النفوس و دار الهدى من دخله بنية صادقة و اتباع صحيح خرج منه بشهادة الاستقامة و كان من الناجحين في الدنيا و الآخرة و لا غرابة أن ترد في فضله نصوص كثيرة تبين عظيم أجره و ما أعد الله لأهله
الصوم جنة, ومن هذه الاحاديث :
(( إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة ))
الصيام والقرآن يشفعان للعبد) (
فطوبى لمن سلم صومه من كل الجوارح
وطوبى لمن شمر واجتهد بهذا الشهر الكريم ففاز المتجر الرابح و طوبي لمن شغله عيبه عن عيوب الناس , وطوبى لمن انفق في هذا الشهر من مال اكتسبه بالحلال , وطوبى لمن جالس أهل الفقه و الحكمة وتدارس معهم القرآن
فطوبى لمن زكت و حسنت خليقته و طابت سريرته و عزل الناس عن شره و طوبى لمن انفق من فضل ماله و أمسك عن فضول أقواله و أفعاله
فيا أيها الراجون لرحمته الطامعون لمغفرته الساعون لعتقه , وقد غشيكم شهر الرحمة و المغفرة و العتق من النار فالملك الجليل يدعوكم أيها المؤمنون ليجزيكم ((الصوم لي و أنا أجزي به ))
شهر فرض الله صيامه و سن رسوله قيامه من صام نهاره و أقام ليله إيمانا واحتسابا عفر له ما تقدم من ذنبه و جعلنا الله و إياكم
موعظة 7ـ
أيها الأحبة المؤمنون أيها الصائمون المستجيبون لنداء الايمان لقد غشيكم سوق التجارة الرابحة , ووسوق التراويح و المتجر الربيح , فادخلوا تلك الأسواق و البسوا من ملابسها العتاق و كلوا من طعامها واشربوا من شرابها تكونون من وفد الرحمن المنعوتين بآيات القرآن (( يوم نحشر المؤمنين إلى الرحمن وفدا و نسوق المجرمين إلى جهنم وردا لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا)ا
فبادروا برؤوس اموالكم وادخلوا بها أسواق الله القائمة بأولياء الله المملؤة من بضائع الله
ألا و إن تلك الأسواق المساجد المعمورة بالصلوات القائمة بالتراويح و مجالس الذكر و قراءة القرآن و أماكن الطعام الذي ينفق على محبة الله و ابتغاء وجهه
ألا و إن أولئك الأولياء(( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله و أقام الصلاة و إيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب و الأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا و يزيدهم من فضله و الله يرزق من يشاء بغير حساب ))
ألا و إن تلك البضائع صيام هذا الشهر الكريم (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى و الفرقان)) و صلاة التراويح و الذكر و قراءة القرآن
ألا و أن رؤوس أموالكم التي تدخلون بها في الشهر الكريم عقول مبصرة العيون ونفوس محسنة الظنون و قلوب صافية
ألا و إنكم إذا دخلتم تلك الأسواق و أكلتم من موائدها و لبستم من لبساها دخلتم في صفاة أولياء الله ونلتم جزيل ثواب الله,

اللهم بلغنا رمضان واعنا به على الصلاة والصيام والقيام واكتبلنا فيه ما تكتب به لعبادك الصالحين انك سميع مجيب ووفقنا ليلة قدره امين اللهم امين وكل عام وانتم بخير
عبد اللطيف مهيوب العسلي
lateef66644@yahoo.com