طبيخ على اللابتوب

يوسف غيشان 
 

لم أتوقع أن يصل بي الأدمان الى هذا الحد، فقد تخرجت رزان زريقات ابنة أختي من الجامعة ، وقامت أمها بترتيب حفلة مطنطنة، لكنها، وعلى عادة العائلة الكريمة ، لم تحسن تحديد الكميات لتتناسب مع المطلوب والحاجة الحقيقية.
وكان أن اضطرت أختي ريما ، بعد الحفلة، الى توزيع الكميات العملاقة من المأكولات والمعجنات على الأهل ، وكان نصيبي كبيرا ، ومن ثلاثة ايام لم استطع ممارسة هوايتي في الطبخ.
مر يوم الجمعة على خير ولم اشعر بالفرق ، لأني لست مضطرا الى كتابة مقال في ذات اليوم ، لكني شعرت بالحامي أمس السبت(اليوم بالنسبة لي خلال كتابة هذا المقال) ، شعرت انني مظلوم ومقهور ومش عارف أكتب .
فقد اعتدت منذ سنوات على أن أطبخ وأكتب مقالتي في ذات الوقت ...أسلق الجاج أو اللحم خلال البحث عن الموضوع ، وأضع المنكهات على ماء السلق لتحويل المادة الجادة الى مادة مقبولة الطعم والرائحة ، ثم أفلفل الرز وأمنحه القليل من الفلفل الأبيض والزنجبيل والملح، وأضعه على نار هادئة.
هنا يكون قد تم تحديد الموضوع العام ، ثم احدد الموضوع الخاص وهو مثلا (باميا) حيث اقوم بتقميع الباميا خلال كتابة المقال ، ويطالني منها بعض الشوك، ثم اقليها وأحوسها مع القليل من الثوم وأضيف عليها الماء المغلي والبندورة المهروسة والملح والفلفل والقرفة وبعض الكاري والبهارات .
تماما كما أطبخ لعائلتي الصغيرة أكتب مقالتي لعائلتي الكبيرة، ومقالتي هذه هي مجرد هروب صغير ، لأنني لم استطع اختيار موضوع وطبخه لكم بدون أن اطبخ في البيت .
ادعو معي من اجل انهاء غنائم حفلة رزان من ثلاجتي بأسرع وقت ممكن.
Ghishan@gmail.com