صيام الاطفال - رسالة وامانة


مع اقتراب شهر رمضان المبارك فسوف اتحدث لكم عن اهمية عدم اجبار الاطفال على هذه العبادة العظيمة والتي تعتبر ركنا اساس من اركان الاسلام الحنيف وقد جاءذلك حسب اجماع علماء الأمة، ولكن يجب التدرب على الصيام في سن مبكرة وتبدأ عملية تعويد الطفل على الصيام في سن الخامسة من خلال إشعاره بأجواء رمضان وجعله يعيش حرارتها من خلال مشاركته سواءً من خلال تزيين غرفته او من خلال المسابقات البسيطة التي تتناسب مع عمره ويفضل أن يبدأ الطفل بالصيام المحدود ولمدة بسيطة لا تتجاوز ثلاث ساعات على سن السابعة، وان يتم مراقبة ذلك بحيث يشعر الطفل بجدية الصيام والامتناع عن الشراب والطعام اضافة الى تدريبه تدريجياً على هذه الفريضة العظيمة والمهذبة للنفس، وفي سن الثامنة أو التاسعة يمكن السماح للطفل بصيام وقت أطول وحسب استطاعته بحيث يصوم حتى أذان الظهر او العصر مثلاً او ربط الصيام بمواعيد محددة للامساك والافطار وعلى سن العاشرة يمكن للطفل ان يصوم ثلاثة أيام في الاسبوع، وبعد ذلك يطلب من الطفل صيام كل ايام رمضان أي على سن الحادية عشرة ولا بد من مراعاة عدم اجبار الاطفال على الصيام الكامل وهم دون سن التاسعة، فالاسلام دين يسر وليس دين عسر فالصيام الكامل في سن تحت التاسعة قد يؤثر على نمو الطفل، فالصيام فريضة لها حكمتها ولم تكن عقوبة بأي حال من الاحوال، والصيام قبل سن البلوغ هو تدريب متدرج حتى يصوم الطفل في ظروف مهيئة ومعقولة لديه جسمياً وروحياً، ولا بد من التأكيد ان على الأهل التعجيل في تقديم الافطار للطفل الصائم وفي نفس الوقت تأخير السحور والإكثار من تناول السوائل وعندما نتحدث عن الافطار فلا بد من التأكيد على ضرورة عدم الاكثار من الاصناف متعددة الطعام حتى لا يأكل الطفل كميات كبيرة، وبالتالي الاصابة بالتخمة وما يتبع ذلك من شعور الطفل بالكسل ولابد من الاعتدال في اعطاء الطفل السكريات المركزة ويجب ان نلاحظ ان افطار الطفل يجب ان يحتوي على كمية معقولة من الكربوهيدرات وذلك لتزويد جسم الطفل بالطاقة اللازمة لمساعدته على الحركة والتحصيل الدراسي الجيد اضافة لوجود البروتينات في طعام الطفل لأهميتها في بناء العضلات وحمايته من الاصابة بالوهن بعد فترة طويلة من الصيام ويجب اضافة الدهون غير المشبعة الى طعام الطفل وخاصة زيت الزيتون وغيره اما بخصوص الحلويات فيفضل تأخيرها ثلاث ساعات على الأقل بعد الافطار ويمكن اضافة المكسرات عليها وخاصة الطفل النحيف حيث انها تحتوي على نسبة عالية من البروتينات والاملاح أي يجب ان تكون وجبة الافطار متوازنة غذائياً بحيث تحتوي على السوائل مثل الشوربة وخاصة شوربة الخضار وكمية معقولة من الأرز اضافة لقطعة من اللحم او الدجاج او السمك ويجب تذكير الطفل دوماً بالأكل المتأني وبدون سرعة اضافة لافهامه بضرورة المضغ الجيد للطعام اما السحور فلا بد من تأخيره الى ما قبل الأذان بوقت قصير وان يتضمن البيض والسلطة الخضراء والأجبان قليلة الملح بالاضافة الى العسل حتى يعطى الطفل طاقة للاستمرار في برنامجه اليوم المعتاد ودون الشعور بالتعب والإرهاق وهكذا يقع على الاهل ويجب تعليم أبناءهم الصيام كواجب تعليمهم لطفلهم الصلاة وبالتدريج وبالحسنى والطفل بحاجة دوماً الى النصح والارشاد والتدريب والتعليم والتربية وهذا حق للطفل وواجب على الآباء والأمهات، وفي هذه الأيام ومع الارتفاع في درجات الحرارة لا بد من تقييم وضع الطفل قبل السماح له بالصيام وفي هذه الايام الحارة والجافة لابد من زيادة الحرص على الاطفال من خلال زيادة السوائل بشكل معقول اضافة لمنع الطفل من اللعب تحت أشعة الشمس والتعرض الطويل لها حتى لا يصاب بضربة الشمس وكذلك حتى لا يصاب بالجفاف ويجب ان ننتبه انه في حال وجود اعراض حادة وتعب شديد علينا واجب ان نتخذ القرار السليم بالسماح للطفل بالافطار وحضه عليه وان الحكمة تقتضي ذلك وبدون تردد، وختاماً نتمنى لاطفالنا صياماً مقبولاً وافطاراً هنيئاً وحياةً ملؤها السعادة وهمنا اطفال اصحاء جسديا وعقليا.


الدكتور باسم الكسواني
مستشار وزير الصحة للاعلام