شيوخ تحت الإعلام الحمراء هل يصبح اليسار هو الحل
عمر شاهين - في مقالي السابق انتقدت أسلوب التهديد الذي اتبعه المكتب السياسي لجبهة العمل الإسلامي، في الأردن، وطرحت سؤالا هل البحث عن إصلاح أو إثارة فوضى، فقط واستغلال للظروف الخارجية، وهل الإخوان المسلمين جماعة دعوة أم حزب يريد الحكم والبرلمان والجمعيات والمنابر والبلديات ومن ثم ملكية دستورية للسيطرة على الحكومة.كما يحدث في النقابات.
بغض النظر وقبل الدخول بمادتي اليوم، فالكل يشاهد ويسمع انتقاد الإخوان للحكومة، وللأنظمة العربية، وبحث شخصيا في آيات القران وكتب أصول الفقه عليّ أجد دليلا قطعيا يحرم علي نقد الجماعة، فلم أجد ما يجرمني.
واجهت في الكثير من التعليقات التي وردت إلى موقع -أخبار البلد- لغة تنم عن بعض أخلاق لا ادري أهم من الجماعة أم المؤازرين، ومن حسن أخلاقهم وصفي :" نكرة، ساقط ، عميل مخابرات، حكومي جبان، آكل لحوم العلماء، انهزامي، اركض وراء أحذية الصحافيين كي أنال الشهرة و من أنت ..." وغيرها من كلمات تعبر عن قيم وأخلاق من كتبها ردا على أسئلة عديدة، منها لماذا لا ينتقد الإخوان نظام إيران وقمع حكومته ولإيران ونقابة المهندسين عودة في الأسبوع القادم.
إذن فحزب الجماعة يستكبر أن يرد على الكاتب الصغير عمر شاهين، او يجيب على استفساره، لا ادري لتفاهة ما كتبت، أم أنهم أرفع من الاستماع للنقد، وعلى كل حال فهذه نماذج واضحة ممن يريد من الحكومة أن تسمع لخطاباتهم، بينما لا يجدون في انفسهم حرج من رمي من يخالفهم بشتائم أو حتى إهمال من يوجه لهم أي نقد ديني أو سياسي، مذكرا أن الإمام حسن البنا كان يجلس يدعوا في المقاهي والقطارات بحثا عن المساكين ليدعوهم ويناقشهم بينما حزب الجبهة اما في جلسات وزراء او عبر تنظيم مسيرات في الجامع الحسيني تعاد فيها خطبة الجمعة.
سأدخل إلى صلب الموضوع راجيا من الله ومن إخوتي المسلمين الذين يتحدثون عن أكل لحوم العلماء العودة إلى كتب أصول الفقه وفروعه للتميز بين العالم والمجتهد وبين الخطيب والحزبي، وقد لاحظت مثلا أن مسيرات الجامع الحسيني في الجمعة الأخيرة رفعت الأعلام الحمراء، التي ترمز إلى اليسارية والشيوعية ورفعت في عهد لينين ، وستالين وماوتسي تونج ، وكل دولة انتهج الفكر الشيوعي أو الماركسية وفروعها من اللينينية والماوية .ودلت على الثورات الشيوعية وما نتج بعدها من دولا يسارية.
وهنا لا انتقد حزب الوحدة أو الحزب الشيوعي رفقاء المعارضة ضد حكومات الأردن التي كنا نتشارك معهم الكثير من رفضنا للسياسيات الاقتصادية وخاصة الخصخصة، واستغلال عمال الأردن، وكذلك قهر طلاب الجامعات والتدخل في الانتخابات الطلابية. أو مسيراتهم السلمية ، فهم أصدقاء معاناة الشارع الزرقاوي الذي لطالما دمعت عيوننا على الطبقات الفقيرة فيه وهم يصطفون لأجل طبق حمص، وكنا نرى مع بعضنا البعض، أبناء البروليتاريا وهم ينزلون من مصانع المنطقة الحرة وسحاب والضليل براتب 150 دينار.ولكن هل حقا هناك توافق بين شيوخ الإخوان وبين الأعلام الحمراء التي رفرفت فوق رؤوسهم في مسيرات الحسيني.
وحتى الإخوان المسلمين هم رفقاء المساجد والمأثورات ، وقد كنا كثيرا حضورا لهم، ومكملي أعداد مهرجانات، ونستغرب كيف ممكن أن نصبح إخوة في الإسلام، مثلنا مثلهم، نبحث عن مجتمع وهم يبحثون عن حزب وجماعة، وتلميع شيوخ، ونحن نبحث عن قضية مجتمع، نبحث عن عبدالله عزام يجاهد في افغانستان وهم يبحثون عن عضو إخواني قاتل في افغانسان، نبحث عن أموال مسلمين تتبرع لجمعية المركز إسلامي وهم يفتخرون بجمعية إخوان مسلمين يتبرعون لفقراء الزرقاء.
نعود للعلم الأحمر الذي رفع بقوة في مسيرات الحسين، وسأكون سعيد إن أنتج الجامع الحسيني مصطلح جديد اسمه الماركسية المسلمة، واليسار المؤمن، وبدل أن نناقش مصطلح أبو ذر الفغاري اليساري، نتحول لنقول المجاهد جيفارا، والشيخ ماوتسي تونج ، وفي المقابل يتخلى الإخوان عن كل كتبهم في نعت الشيوعية الكافرة ، ولا يسارية في الإسلام ويصدروا فتوى في الالتقاء مع ماكانوا يسمونه في الملاحدة ونقرا فتوى تجيز الأخذ في فتاوى البيان الشيوعي.
والله لا أقول هذا استهزاء ، فانا احترم كل اليسار واليمين في الأردن، ومعظم مطالب المعارضة، فانا معجب بثورة ماركس الاقتصادية على الإقطاع الأوروبي، وبما فعله ماوتسي تونج في الصين، وكذلك بسيد قطب وحسن البنا، ولكن لا استطيع أن اقتنع أن هذا التحالف يمكن أن يشكل حكومة متوازية ، متفاهمة.
فلم ننسى ثقافة ما قبل عام 1989 حينما كان كل ما يمت لليسار فهو بنظر الاسلامين رجعي، وضد تحرير الشعوب، والشيوخ يضفون بمهرجي أنظمة، أو مدللي أفيون الشعوب، بينما لا يتوانى وصف الشيوخ أي شيوعي بأنه منحرف عن العقيدة.
حسنا انا سعيد في هذا التوافق، واشكر تقصير الحكومة الأردنية وتدخلها في النواب لان أخطائها وفشلها، أنتج تفاعلات سياسية جديدة، وجمع التناقضات الايدولجية، وفي هذا أمثلة عديدة ، فقد توحد الإخوان مع الضباط الأحرار القومين للخلاص من الملك فؤاد ومن ثم تحالفو مع أمريكا ضد روسيا في افغانستان ، وبعدها مع ايران الشيعية لمحاربة أنظمة الاعتدال ، واليوم تحالف إسلامي يساري ، يسعدني هذا كثيرا، وسأكون اسعد إذا رأيت مرشحي اليسار يمثلون وينالون دعم جماعة الإخوان المسلمين سأقتنع أن الثورة أنتجت تحالفات فكرية قلبت التاريخ أكثر ثورة البوعزيري .
ملاحظة : القضية فكريا وسؤال للأخوة والرفقاء لا اقل ولا أكثر وسؤال لمستقبل لمعارضة نتمنى أن تنال حصة وافية في مجلس نواب نسيبي وإصلاحي وأتمنى أن يبارك اليسار كل مهرجانات الإخوان وان نجد الاحوان يرحبون في كل مهرجان طرب وغناء لا يعتبر من المحرمات عند الرفقاء.