المعلمون واللجان البيداغوجية


سنوات عديدة منذ انطلاقة العمل بالمفهوم النقابي في عام 1720 في برطانيا والتي كانت بمثابة جمعية تشكل لأغراض المفاوضة الجماعية او المساومة الجماعية بشأن رعاية مصالح اعضائها الاقتصادية والاجتماعية عن طريق الضغط على الحكومات والهيئات التشريعية والالتجاء الى العمل السياسي في بعض الحالات التي تستدعي ذلك " مفهوم كلمة نقابة " .
ولاقت النقابات باختلاف مسمياتها قبولا ورفضا ايضا من اصحاب القرار والهيئات الحكومية وذلك للاثر الذي يمكن من خلال نشاطها احداث فوارق مهمة ترتقي بأصحاب المهنة الواحدة قد تؤثر سلبا او ايجابا على سياسات معينة مرتبطة بالدولة ، وهذا ما لمسناه كمعلمين من ابقاء قرار المفاوضات في يد لجان معينة متناحرة في تصدرها الموقف واطلاق وعود شخصية مستقبلية تلبي مصالح تلك اللجان الفردية واهداف اعضائها بشكل مبهم ، فهذه الممارسات الحكومية كانت بمثابة المخرج لها من اجل تأخير المصادقة على قانون يسمح بتشكيل نقابة خاصة بالمعلمين .
رغم كل تلك الممارسات التي اصابها مرض الفشل بسبب ارادة المعلم وانتزاع ذلك الحق الا أن داء الوهم استمر في السيطرة على تلك اللجان والذي منحته اياه سياسة الدولة العميقة بجعلهم ابطالا في نظرهم طبعا بأن لهم الحق في امتلاك تلك النقابة دون منازع ، فهذه النزعة سببت حالة من المعارضة المفرطة وكأنها الرمل السواخ محاولا زعزعة اي قرار لنقابة المعلمين مقتنعين انهم تيار معارض باني لا هادم ، فالمعارضة لا تعني فرض الرأي أو اقناع الآخرين به بل أساس المعارضة تقديم الحلول المنطقية التوافقية ، ولتحقيق هذه المسألة اود أن أطرح عليكم مفهوما نقابيا اختزل على شكل لجان تسمى ( اللجان البيداغوجية ) فهي ليست علما ولا تقنية ولافلسفة ولا فنا بل هي هذا كله منظم وفق تفصيلات منطقية تعالج حالة التأزم الحاصل .
ترتكز هذه اللجان من اعضاء تشمل جميع الاطراف لمناقشة اهداف عامة تحقق ابعاد مستقبلية عريضة لا خاصة كالتي نتناحر من اجلها ممارسين ابشع مظاهر التشويه والهدم الناتج عن تسليط الضوء لقضايا فرعية لا يكترث لها عامة المعلمين ، فتحقيق الخطوط العريضة سيساهم في تحقيق الادنى غاية مستقبلا .
بقلم المعلم ثائر العلي .