النفط والمصالح واسرائيل

النفط والمصالح ..وإسرائيل

 

الكاتب الصحفي زيـــــــــاد البطاينه

 

 

                                  بعيداً عن إطلاق الأحكام، وبعيداً عن محاولة توصيف ما يجري على الساحة العربية بدءاً من تونس ومصر مروراً بالبحرين واليمن وانتهاء بليبيا ، هل تستحق هذه المجريات التوقف عندها تحليلاً وبحثاً معمقاً لمحاولة فهمها وفهم مواقف الغرب المرتبكة منها ؟!

بالتأكيد تستحق لكن اذا كان غريباً أن هناك مايشبه الاجماع على توصيفها بأنها حركة اجتماعية غير منظمة مزجت بين الاقتصاد والسياسة في العناوين التي ارتفعت منذ بداية نشوئها وتشكلها وتدحرجها المتسارع ،فإن الأشد غرابة ذلك التباين في الموقف الأميركي والغربي الذي تميز بالعجز والارتباك حينا، وبإدارة الظهر والتخلي عن حلفاء الأمس، ومحاولة الإيحاء وممارسة الضغط عليهم حيناً آخر.‏

وفي أثناء تبدل الموقف كان من السهل ملاحظة أن التبدل والتدحرج في الموقف كان محكوماً ببروز عاملين أساسيين هما النفط والمصالح ، واسرائيل ، لتغيب مزاعم الغرب وأميركا بالحرص على الديمقراطية والاصلاحات وحقوق الانسان غياباً تاماً .‏

وكي لايفتضح أمر الإدارة الأميركية والحكومات الغربية على هذا النحو كنا نجدها تستدرك وتسجل تبدلاً إضافياً في إعلان مواقف أخرى تتحدث عن إرادة الشعوب وحقها في التغيير ، لتصل في نهاية المطاف الى توجيه اللوم وأحياناً تجريم من كانت في الأمس القريب لا تكتفي بتقبله والتصالح معه ، بل كانت تقيم معه علاقات خاصة جداً جداً وتعتبره الشريك الاستراتيجي الأبرز لها في المنطقة ؟!‏

هذا التناقض في الموقف وتلك المفارقات المعقدة في السياسة ، هل تعني للدوائر الغربية في شيء ، هل تجعلها تشعر بالخجل أو تدفعها إلى محاولة التصالح مع المنطق والمبادىء والقانون وقبلها مع الذات فتتخلى عن سخافة مزاعمها؟!‏

ربما من المؤكد أن ذلك لن يتحقق ، وإذا كنا نطرح هذا النوع من الأسئلة في هذه الأثناء فإن الهدف لايتصل بمحاولة إحراج النظام الغربي أو استدراجه لمواقع أخرى ،وإنما لتظهير دجله وإسقاط مزاعمه الزائفة وفضح علاقته مع كيان الإرهاب اسرائيل وذرائعيته المكشوفة

، يضاف الى ذلك محاولة التأكيد على التمسك بسيادتنا جميعاً كعرب والعمل المخلص على إعادة ضبط بوصلة حركتنا باتجاه نصرة قضايانا العادلة التي تخلى عنها بعضنا فوصل وأوصل بلده إلى ما وصل اليه وإلى ما هو فيه !!‏

pressziad@yahoo.com