الأردن: سقف المطالبات السياسية يرتفع بسرعة وبحدة يوميا وسط استمرار التباطؤ الحكومي

اخبار البلد- بدأت مطالبات الإصلاح السياسي في الأردن منذ سنوات بمطلب مركزي واحد فقط هو تغيير قانون الإنتخاب.
لكن اليوم وبعد ثورات الشارع العربي لا تقبل قوى المعارضة الأساسية في الشارع بأقل من حكومة منتخبة وملكية دستورية بمعنى مشاركة الناس للدولة في كل القرارات.
وقبل نحو شهر ونصف ققط بدأ الحراك الإجتماع بهتاف واحد ويتيم هو 'نريد إسقاط حكومة سمير' والمقصود سمير الرفاعي .. بعد يومين فقط من من إقالة الرفاعي وتكليف معروف البخيت وقبل حتى أداء الأخير للقسم الدستوري أصبح الهتاف' لا سمير ولا بخيت.. حرقوا الأردن بالكبريت'.
لاحقا وخلال أيام أصبح الهتاف بالشارع كالتالي 'نريد إصلاح النظام'، وقبل أسبوعين فقط جلس الأخوان المسلمون على طاولة القصر الملكي وأصبحوا شركاء في احتواء التأزم وكان جل هدفهم السياسي المعلن هو ضمان عدم تزوير الإنتخابات حتى في ظل قانون الصوت الواحد الذي يقلم أظافرهم. قبل يومين فقط عبر الشيخ زكي بني إرشيد عن مطلب جديد ومفاجىء ووجه خطابه هذه المرة للنظام السياسي وليس للحكومة وقال عبارة واحدة'.. أمامكم شهر لتحقيق إصلاح دستوري واسع وإلا سنعلن الإعتصام المفتوح'.
كل المؤشرات سالفة الذكر تعطي المراقب الإنطباع بان كرة المطالب السياسية وحتى المعيشية تتدحرج بتسارع غريب في الأردن هذه الأيام، ففي عام 2007 دعمت بعض الأجهزة مطالبات يومية لإقصاء نخبة من اللاعبين الأساسيين في القصر الملكي واليوم مع مطلع عام 2011 وصلت حدة الإقصاء لمساحات لم تصلها من قبل.
ثمة أدلة يفرزها يوميا الواقع الموضوعي في نفس السياق فعبارة أقل أهمية قالها المعارض ليث الشبيلات قبل سنوات زجت به بالسجن وعندما رفع سقف الكلام قبل أيام حظي بحراسة خاصة جدا تخلص منها فقط عندما عبر الحدود إلى سورية في زيارة خاصة.
وعندما نزل بعض أبناء العشائر للطرق الدولية وإعتصموا فيها مطالبين بواجهاتهم العشائرية تنازلت الحكومة عند مطالبهم وبعد ساعات فقط تطور المطلب، فالمعنيون يريديون الآن حتى الأراضي التي خصصت للغير تحت بند مشاريع الإستثمار او أي بنود أخرى.
حتى الشباب تغيروا في الاردن مع إيقاع الشارع العربي، فقبل أسابيع فقط لم يكن احد ينتبه إليهم لكن اليوم يستدعيهم مدير الأمن العام ليقدم لهم ضمانات الحرية والتعبير ويستعان بهم على المنابر ويلقون خطابات نارية لم تسمع سابقا في الشارع الأردني كما ظهر في الندوة الشبابية التي أقامها الإثنين مركز حماية وحريات الصحافيين .
كذلك بدأت لجنة مصغرة من المتقاعدين العسكريين بسياق معيشي لكنها وبوقت قصير انتقلت لمستوى التأثير في الحراك العام ونفس السيناريو عايشه المعلمون وعمال المياومة الذين طردهم وزير الزراعة السابق فيما أعاد الوزير الجديد تعيينهم دون ان يؤثر ذلك في مساهماتهم في النضال الإجتماعي.
المشهد السياسي الداخلي في الأردن يقول بوضوح اليوم بأن كل تباطؤ لأي سبب ومن أي نوع يخلق واقعا جديدا على الأرض وينتهي برفع سقف المطالب وبسرعة عجيبة كما يرى المحلل السياسي محمد أبو رمان.
وسط هذا الركام من المطالبات والتسارعات والإجتماعات واللجان والبيانات لا يبدو ان الخيارات الأساسية والإستراتيجية محسومة بعد فقوى الشد العكسي وخصوصا داخل مؤسسات القرار لا زالت تعمل بالطريقة القديمة وهي نفسها الطريقة التي يرى وزير البلاط الأسبق مروان المعشر انها ورطت النظام في مواجهة مباشرة مع الواقع الشعبي.