انه شهر رمضان


كنت استمع الى الراديو والمذيع يتحدث عن الاسعار التي قفزت فجاه ودون سابق انذار حتى اصبحت تسمع دعاء المساكين والغلابى الله يجيرنا من القادم الحكومة علينا والناس علينا لكن الله معنا هكذا هو الحال في كل عام مع زياره رمضان شهر الخير والبركه يخلع تجار الازمات جلودهم وكانهم ليسوا من البشر وليست اذانهم تسمع الدعاء والتذمر والشكوى لله وكانرمضان ليس شهر الرحمه والغفران والتوبه ومراجعه الحسابات ياتي الينا بعد ايام ونحن نستعد لاستقباله بقوب صافيه وضمائر حيه وايمان بالله وبفعل الخير الا ان البعض يرقب هذا الشهر بفارغ الصبر فهو موسم
ولايدري انه في الأزمات تختبر النفوسُ، وتُكشف المعادن، وتعرفُ العقول، وتمتحنُ الضمائر، وفيها أيضاً ينقسم الناس إلى راغب في الحل أو معرقل له، أو متفرج ينتظر، أو هارب يختبئ في دهاليز الظلام مانحاً نفسه إجازة يخلد فيها إلى حلمٍ كاذبٍ يدغدغ روحه الهائمة في فضاء اللامسؤولية واللامبالاة،
والبعض من تجارنا يدفن إنسانيته في مستنقع الغش والاحتكار ويتحوّل إلى رجلٍ آلي خالٍ من المشاعر والعواطف والأحاسيس، تحركهُ رغباته الجامحة للثراء الفاحش ولو على حساب بسمة الأطفال وحياتهم وقوت الأسر الفقيرة والمرضى واليتامى واحتياجاتها،
ولما كان المستقبل العظيم لاتصنعه إلا النفوس العظيمة، والعقول النيّرة، والضمائر الحية، والإرادات الخيّرة، فإنّه من غير المقبول أن ننشد هكذا مستقبل ونقف على الحياد وكأن الأمر لايعنينا ولا هو من مسؤوليتنا، أو ننساق بقصد أو غير قصد وراء تجار الأزمات لنزيدهم غنىً في المال والممتلكات ونضعف الوطن الذي هو ذاتنا وشرفنا وكرامتنا وعرضن

فالواجب يملي على حكومتنا المسؤوله امام الله بعد ان عطلت الاليه التي كان يجب ان تتبع في ثني المحتكرين والغشاشين وتجار الازمات وان تراقب وتتابع وتحاسب لاان تكتفي باشهار قيمه السلعه مهما علت لتكون تلك الاليه بابا ينفذ منه الجشعين والمحتكرين وتجار الازمات وان لاتقف مكتوفه الايدي عاجزة مشلوله حيال مايجري على الساحة فالمواطن كلنا يعرف ان قدرته الشرائيه محدودة فهو بالتالي غير قادر على التخزين كما يشاع الا انه عندما يذهب للسوق لاتسمع كيلو بل ثلاثه كيلوا بكذا اربعه بكذا ولا يجد امامه الا ان يشيل حتى مؤسساتنا الاستهلاكيه التي وجدت بالاصل لخدمه ذوي الدخل المحدود اصبحت للتجار فهي لاتبيع بالكيلو بل عشرة كيلو او كيس فتذهب المواد للتجار لاللمواطن دون رقابه ويقولون بخزنوا
نعم إننا مطالبون وكلٌّ من موقعه بتحصين مجتمعنا من عبيد الشهوات والغرائز، وعبّاد الدراهم والمغانم، وشياطين الظلمة الذين يتسللون إلينا عبر بعض الأمراض المتوارثة التي آن الأوان للتخلص منها، لأنها لم ولن تحمل لنا إلا الهلاك والدمار والخراب، فهل يعقل أن نتركها تفتك بأرواحنا وعقولنا والدواء بين أيدينا ولايحتاج استخراجه إلا إلى الجرأة وإرادة الشفاء؟

أما تعلّمنا أن الاستسلام للمرض يشل الحياة، ويقتل الأمل، ويطفئ نور السعادة، وأنَّ الدواء حتى ولو كان بالكيّ، يعيدُ الألق إلى نفوسنا، والرجاحة إلى عقولنا، والنشوة إلى أرواحنا، والنشاط إلى ضمائرنا؟!
لاشك أننا مقصرون بحق أنفسنا وأولادنا ومجتمعنا ووطننا، فمن لايقول كلمة الحق مقصّر، ومن يهادن الأفاكين والمنافقين مقصّر، ومن لايروّض نفسه على محبة الآخر وتقبّله مقصّر، ومن لايتعالى عن الصغائر ويتعلم أن الحياة عزةٌ وكرامة وأمانة وصدق مقصّر أيضاً، ومن لايخرج من ظلمة الغريزة إلى نور العقل مقصّر، ومن يدّخر جهداً في حماية وطنه وإعلاء شأنه وصون سيادته واستقلال قراره مقصّر ،ومن تتقاذفه الأهواء وتستعبده العادات البالية والتقاليد الزائفة مقصّر، ومَنْ.. ومَنْ.. أما من يتآمر ويقتل ويرتكب المحرمات ويستغل الناس ويفتعل الأزمات فهو خائن ومجرم وإرهابي وعلينا ألا نقصّر في محاسبته والقصاص منه.‏
وأخيراً وليس آخراً نقول للمستغلين ظروفنا وامكاناتنا في شهر رمضان وغير شهر رمضان اذا كانت القوانين والانظمه والتعليمات غير قادره على كبح جماحكم وايقاظ ضمائركم فالشعب يحيلكم الى الله وهو الاقدر‏.
=============================================