نقابــة أم نقـــاب".... د. محمود عبداللة خوالدة

  

بسم الله الرحمن الرحيم"

                         

" نقابــة أم نقـــاب"

 

                                                      د. محمود عبداللة خوالدة

                                                    أستــــــاذ عـــــلم النفس            

                                                                                                                                                                                   

 

                                                    أستــــــاذ عـــــلم النفس   
 

         

"دفعني فضولي حينما طالعت على صفحات الشبكة دعوة مفادها أن النخبة الأكاديمية من أساتذة الجامعات سيلتقون في مجمع النقابات أمس الثلاثاء الموافق 1/3/2011م الساعة السادسة مساءاً في قاعة الزهراء في مجمع النقابات المهنية  ليطرحوا موضوع تأسيس نقابة للأساتذة الجامعيين في الأردن, وصعقت حينما ذهبت إلى ذاك المكان حيث فوجئنا والحضور بأن هناك فئة قد لبست نقاب النقابة وباشرتنا بتوزيع أوراق نوقع عليها دون مراجعة أو استفسار حتى أنه لحق الأمر ببعضهم أن يخاطب الحضور بلغة المستهتر ( من لا يريد أن  يوقع فالباب مفتوح يخرج جملاً). والأمّرُ من ذلك أن تستأثر هذه الفئة بمايكروفون الخطاب بطريقة مضحكة وأن يتولى جماعة منهم قمع المتحدثين ومبدوء الآراء بطريقة لا ترقى إلى مستوى الحضور وأن المستقرئ الحصيف ليلمح أن كل الإجراءات مبيتة وكل الأشخاص اللذين سيقودون حملة هذه النقابة متفق عليهم سلفاً وأن الفكر الذي يدور برؤوس هؤلاء أن هذه النقابة التي ستلُّد ميتة  امتياز لفئة دون غيرها وأن ما على الأساتذة إلا أن يصفقوا مباركين حيث أن الفكرة لتلك النقابة فجه لم تصل إلى حد النضج ولم يكن هنالك طرح لرؤية ولرسالة والمبادئ الفلسفية لهذه النقابة وما هي توجهاتها وما هي انتماءات القائمين عليها وكلما بادرهم سائل عن ذلك واجهوه بالقمع مع أن موضوع فكرة النقابة للأكاديميين فكرة لم يتفق عليها أحد وإنما جاء سبعين من أعضاء هيئة التدريس وهم يتوقعون."

 

 

 

 

 

 

 

 

أنه سيكون هنالك عصف ذهني حول الموضوع إذ أن كثير من الحضور لا يقبلون إن يقزم التعليم الجامعي الذي هو رسالة وليس هو سلعة أو مهنة ويوضع في قمقم النقابة إلا أن القائمين عليها يدفعهم نحوها ليس الرقي بالتعليم العالي في الأردن ودليل ذلك أن ليس لهم أي أجندة نحو النهوض بالتعليم إلا أن ما دفعهم لذلك حسهم البرجماتي النفعي على أن هذه النقابة ستكون استثماراً طيعاً يحقق لهم بعض الامتيازات والمكاسب الخاصة فالأكاديميون هم ورثة الأنبياء والرسل لهم مكانه رفيعه في السّلم الاجتماعي الأردني لم يحظ بها وزير ولا حتى رئيس دولة فهم قادة الفكر التربوي ورأس مال الأردن الفكري فعلام هذه الضجة المصطنعة وليس هكذا تورد الإبل أيها التربويون.

 

 

 

 

فإنني من على هذا المنبر أدعو التربويين المخلصين من أبناء هذا الوطن الحر اللذين رفعوا رايته وهم يحملون العلم بيد والسيف بأخرى وكتبوا حروف المجد بجميل صبرهم أن  يثار لكرامة العلم والعلماء وان يكون لهم كلمة لإيقاف مثل هذه المهزلة وأن لا يسمح بتشويه صورة الأردن التعليمية المشرقة التي نباهي بها الدنيا حذار أيها العلماء أن تمرّ عليكم الأجندات الخاصة التي ظاهرها رحمه وباطنها كيد ومصلحة أدام الله الأردن عزيزاً منيعاً عصياً على نكث الناكثين.

   

 

 

" في ظل القيادة الهاشمية الأبية آمين آمين".