ماذا تعرف عن جيش الطريقة النقشبندية الذي يقود الحراك السني في العراق؟!

اخبار البلد
 

يعتبر جيش رجال الطريقة النقشبندية، لاعبا مسلحا يقود الحراك السني في العراق، بل وهو الذي قام بالحراك الكبير الذي تسبب في دخول العشائر السنية إلى الموصل، رغم أنه لم ينل حظه الإعلامي، بسبب اهتمام الإعلاميين بتنظيم داعش الإرهابي.
ويتخذ هذا الجيش نماذج جهادية مثلًا أعلى في ثورتهم بالعراق، مثل ثورة السنوسيين في ليبيا، ورمزها الشيخ عمر المختار، وثورة الأمير عبدالقادر الجزائري الحسني في الجزائر - شيخ الطريقة القادرية - ضد الفرنسيين وما تبعها من ثورات متتالية قام بها أتباع الطريقة القادرية من بعد نفيه إلى الشام، وأيضا أحمد عرابي باشا الثائر على الإنجليز، كان صوفيا على الطريقة اليافعية، وهناك مثال آخر هو الإمام شامل النقشبندي في داغستان والشيشان الذي ثار ضد روسيا القيصرية.
ويشير مراقبون إلى أن هناك دورًا محوريًا لعزة الدوري، نائب الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، في دعم النقشبندية، حيث أورد تقرير إخباري لوكالة "أسوشيتد برس" نقلت فيه تحذيرات مسؤولين ومحللين في العراق من هذا التنظيم المسلح.
وقال النائب حاكم الزاملي، الذي يترأس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي: "المعلومات التي لدينا تشير بوضوح، وبما لا يدع مجالًا للشك، إلى أن جيش النقشبندية متورط في الاشتباكات الأخيرة".
وسبق للجماعة أن أعلنت مسؤوليتها عن هجمات طالت قوات الأمن التابعة لحكومة المالكي، وتشير التقديرات غير الرسمية إلى أن الجماعة تضم ما بين 1000 و5000 شخص مسلح.
وأكد المتحدث الإعلامي باسم جيش النقشبندية، أبو أحمد، أن الجماعة مختلفة عن تنظيم القاعدة، وأن هدفها هو الدفاع عن السنة ومحاربة العراقيين الموالين لإيران.
والنقشبندية طريقة من الطرق الصوفية، سميت بذلك نسبة للشيخ محمد بهاء الدين النقشبندي المتوفى سنة (791هـ) سمي بـ(النقشبندي)، لأن لفظ الجلالة، كان وردًا له يردده في قلبه، ثم أصبح لا يفارق قلبه أبدا، فكأنه نقش على قلبه، ومعلوم أن (بند) تعني القلب في لغته غير العربية، فأصبح لفظ (نقشبندي) تعني النقش على القلب.
أما عقيدة النقشبندية، نقلًا عن موقع "جيش رجال الطريقة النقشبندية" العراقي، فهي "مستمدة من الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح، فلا نكفر أحدًا من أهل القبلة ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، والحكام الذين لا يحكّمون شرع الله تعالى نوجه لهم النصح ونبين لهم الحق ولا نكفرهم إلا إذا تركوا شرع الله تعالى استخفافا واستهزاء أو أنكروا شيئا مما علم من الدين بالضرورة".
وتعتبر الطريقة الصوفية النقشبندية من أكبر الطرق الصوفية من حيث عدد المنتسبين، وتتخذ من جامع إسكندر باشا بحي محمد الفاتح في مدينة إسطنبول المركز الرئيسي لها ويترأسها محمود أسعد جوسشان، وهناك جماعات أخرى ولا تختلف عن بعضها كثيرًا مثل: جماعة إسماعيل أغا، وجماعة يحيالي، وجماعة أران كوي وأوقاف المرادي.
وقد أسهمت جماعة إسكندر باشا في تأسيس عام 1970، وحزب الإنقاذ الوطني عام 1972، اللذين أشرف على تأسيسهما رئيس الوزراء التركي السابق نجم الدين أربكان، في نشرها بتركيا، وكان للطريقة دورها الكبير في إقناع الشعب التركي بالتصويت على دستور عام 1982، كما إستخدمتها العديد من الحكومات التركية لتمرير بعض القرارات السياسية.
وفي كردستان يعتبر ضياء الدين خالد حسين، المعروف باسم مولانا خالد النقشبندي، هو مؤسس الطريقة النقشبندية بداية من عام 1808. واستطاعت هذه الطريقة أن تفرض نفسها في كردستان بعد صراع مع أتباع الطريقة القادريةالمنسوبة إلى عبد القادر الجيلاني. وفي فترة الاحتلال الأميركي للعراق ظهرت جماعة صوفية مقاتلة انخرطت في العمل المقاوم للوجود الأميركي عبر كيان سمى نفسه جيش رجال الطريقة النقشبندية.
وفي مصر أول من أدخل الطريقة النقشبندية إليها هو الشريف إسماعيل بن تقادم بن رحمه الحسني الحسيني وذلك في نهاية عام 1250 هجرية وقد تلقى الطريقة النقشبندية عن أشياخه: الإمام أحمد ملا الكردي (إمام بيت المقدس)، والإمام محمد جان (امام الحرم المكي)، والإمام محمد أبو سعيد زادة (أمام الحرم النبوي)، وثلاثتهم عن السيد عبد الله الدهلوي وكان الشريف إسماعيل على مستوى عال من العلم.
ووقعت اشتباكات بين داعش وجيش النقشبندية من قبل، بعدما أحكم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، سيطرته بشكل تام وكامل على مناطق الحويجة ونواحي الزاب والرياض والرشاد والعباسي والملتقى ومناطق أخرى في قرية بشير وملا عبد الله وجميعها تقع غرب وجنوب كركوك.
من جانبها تبرأت الطريقة النقشبندية المصرية من جيش الطريقة النقشبندية في العراق، وخاصة بعد اشتراك أبناء الطريقة النقشبندية في العمليات المسلحة التي يشنها تنظيم دولة الإسلام "داعش"، على معاقل الجيش العراقى في عده محافظات عراقية.
وقال القائم بشئون شيخ الطريقة النقشبندية المصرية، إن الفكر الصوفى لايمكن بأى حالًا من الأحوال أن يتقبل الفكر المتطرف الإرهابى.