فتاوى فضائحية.. الى متى؟!

لا ادري كم عدد العلماء والمشايخ في مجلس الإفتاء في الجزائر الذين عقدوا اجتماعا او اكثر، ولعدة ساعات من اجل الخروج بفتوى «بعدم جواز «تدويخ» الدجاج قبل ذبحه»، على خلفية قرار حكومي صدر قبل شهر يسمح بصعق الدجاج قبل القيام بعملية الذبح.

مشايخ جاهزون لإطلاق فتاوى حسب الطلب والمقاس، سوق الفتاوى المعروضة للبيع كثيرة، فتاوى دينية، فتاوى سياسية بلباس ديني.. وفتاوى دينية بلباس وطني.. الخ.

فوضى الفتاوى بعد أن وصلت إلى الفضائيات، وصلت إلى البريد الإلكتروني ورسائل المحمول، فالعديد من الفتاوى يصل من أرقام ومواقع مجهولة المصدر، تفتي في الدين، وتدعو لأفعال وتنهى عن أخرى، ويطلب مرسلها من المتلقي أن يقوم بنشرها وتوزيعها حتى ينال الثواب العظيم، وحتى لا يتعرض لغضب كبير من الله.

هؤلاء التجار يعرفون أن المجتمع الإسلامي يتسم بالحساسية الشديدة تجاه كل ما هو ديني، وما يحدث الآن هو استغلال الاستمالة الدينية الموجودة لدى المسلمين باستخدام رسالة موجهة بأحدث الوسائل التكنولوجية والمحببة لدى الشباب.

صرعات الفتاوى عديدة، فبعد أزمة دبي الاقتصادية سمعت فتوى تفيد بأن ما يحصل لدبيّ هو غضب من الله، ولا أدري مصير تلك الفتوى بعد أن بدأت الإمارة النشطة باستعادة عافيتها.

إحصاء الفتاوى الفضائية «النُّص كُم» للأسف غير ممكن، لتعدد الفضائيات التي تفتح هواءها لكل من يطلب الفتوى، ولكثرة المشايخ الذين يضطلعون بالمهمة، في سلسلة طويلة من الفتاوى الغريبة العجيبة، أذكر منها فتوى تبرك الصحابة ببول الرسول، وجواز القبل بين الشباب والبنات، وفتوى حرمة تصفح المرأة للإنترنت من دون محرم!

والفتاوى الصادرة عن «دار الإفتاء المصرية»، على سبيل المثال، سجلت أرقاما كبيرة. ففي عهد محمد سيد طنطاوي أصدرت دار الإفتاء 7890 فتوى، وفي عهد خلفه نصر فريد واصل صدرت 7433 فتوى، وفي عهد خلفه أحمد الطيب صدرت 2600 فتوى، وصولا لعهد المفتي علي جمعة الذي أصدرت دار الإفتاء على يديه 5300 فتوى، أي أن ما مجموعه 23223 فتوى أصدرتها دار الإفتاء في 21 عاما فقط، أي أكثر من ألف فتوى سنويا.

في زمن التديّن الشعبي، وحالة التصارع غير الطبيعية بين المذاهب، لا تحتاج إدامة الصراع والمجازر إلاّ إلى شيخين على شاكلة الداعية يوسف القرضاوي، ونظيره علي السيستاني، وبعد ذلك سوف ترى الجنون يسيطر على مناحي الحياة كلها.

لقد ترك السنّة والشيعة، ومِن ورائهم السلفيون بمختلف تياراتهم العدوّ الأول للأمتين العربية والإسلامية، العدوّ الصهيوني الغاصب، وبدأوا بالتناحر والذبح على الهُوية وطريقة الصلاة، وتركوا الممارسات الصهيونية كلّها ضد الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية.