على هامش المؤتمر العام الرابع!


ذهبت إلى خيمة المؤتمر العام الرابع لحزب جبهة العمل الإسلامي، تضامنا مع الحزب الذي لم يجد قاعة مغلقة لعقد اجتماعه، قال لي زميل صحفي بعد جلسة الافتتاح، إنهم يقولون، إن الحزب قاطع فقاطعناه، ولم نمكنه من عقد مؤتمره في أي قاعة رسمية أو أهلية، وجهة نظر!
كان الموضوع الرئيس في جلسة الافتتاح هو هذه «المقاطعة» بقية الكلمات كانت كما هو شأن كلمات الافتتاح..
لم تخلُ كلمات الافتتاح من نقد للحزب والحكومات، أما نقد الحزب فقد انفرد به تقريبا عاطف الطراونة رئيس مجلس النواب، وإن كان نقده غير لاذع، «كنت» من الرعيل الأول من مؤسسي هذا الحزب تحديدا، لكنني على نحو أو آخر، نأيت بنفسي عنه، تنظيميا، وطيلة استماعي للكلمات كان ثمة صورة تلح على ذهني، كونتها حوادث شخصية كنت طرفا فيها، المشهد الأول: طارق جاءني ليلة انتخاب المكتب التنفيذي والأمين العام للحزب وكنت عضوا في مجلس الشورى، المفترض أنه الهيئة القيادية العليا للحزب، الطارق أعطاني ورقة صغيرة فيها أسماء من «يجب» علي انتخابهم، كان «أمرا» تنظيميا طبعا، يعني الانتخابات ليست انتخابات، فما تريده «الجماعة» يجب أن يكون، واليوم يتحدثون عن «توسيع» قاعدة العضوية في الحزب، المشهد الثاني: اجتماع الهيئة التأسيسية وإقصاء كل من يسمونهم «المستقلين» عن هيئاته القيادية، والاستئثار بالحزب، الذي لم يعد «جبهة» منذ التأسيس، بل «واجهة» سياسية للجماعة، وكانت تلك خطيئة فادحة، حيث انفض «المستقلون» منذ التأسيس الأول، المشهد الثالث: انتقدت في اجتماع لمجلس الشورى إدارة الجماعة للحزب بـ «الريموت كونترول» بعد الاجتماع تعرضت للمساءلة والعتب، وقيل لي أن هذا الأمر صحيح، لكن ما كان يجب أن تقوله على الملأ!
الحزب، والجماعة، والحركة الإسلامية في الأردن، والعالم العربي كله، اليوم تقف على مفترق طرق، الأدوات القديمة في التعامل مع التطورات الهائلة التي ضربت المنطقة بعد الربيع العربي، لم تعد تصلح، هناك حاجة ماسة لربيع من نوع آخر يعيد إنتاج الحركة الإسلامية، ويوقظها من غفوة الماضي، سيقال لي هنا أن «الهجمة» على الحركة الإسلامية العربية كانت شرسة، وإقصائية، ولا قبل لها بتحملها، حسنا، هل كانت أرض التغيير مفروشة بالورد؟ من كان يتوقع أن يسلم «الآخرون» بالأمر، ويفتحوا للإسلاميين أبواب «الفتح» ليدخلوا منتصرين؟


بقية مقال حلمي الاسمر
المنشور على ا لصفحة اخيرة الجزء الاول
الإسلاميون اليوم بحاجة لحركة تصحيحية او تثوير، ومراجعة نقدية حقيقية وجادة تحفر في كل المسلمات القديمة، أهم ما يجب أن يتذكره الإسلاميون اليوم ان الجماهير تنتخبهم لأنهم يحملون كلمة الله عز وجل، ويرفعون شعار الإسلام، بعضهم حسب أنه حاز هذه الشعبية لأسباب «ذاتية» محضة، ونسي أنه محض حركة أو حزب دنيوي، تنطبق عليه معايير الأرض، وقيم التدافع، يعني ليس لديه أي تفويض إلهي، ولا ضمانة غيبية، النجاحات التي حازتها الحركة الإسلامية في أي اختبار لصناديق الاقتراع لم تكن «تمكينا» بالمعنى الشرعي، بقدر ما كانت اختبارا لمدى قدرتها على التعاطي مع متغيرات الواقع!
والكلام كثير، وربما لنا عودة له، ومبارك للحزب مؤتمره الرابع!